جمع بين الإبداع فى فنى الطبخ والنحت، وعندما كان يعشق شخصا أو كيانا يبدع فى رسمه وكأنها كانت رسائل تخرج من قلبه لتعبر عن مدى شغفه بالأشخاص والكيانات، إنه خالد البدري، ابن بورسعيد، والذي بدأ حديثه لـ'أهل مصر' قائلا: 'عندما أحببت عملى أردت أن أبدع فيه بل كنت دائما أطور من عملى ونفسى هكذا بدأ الشيف خالد البدرى ابن مدينة بورسعيد، وتخرجت من كلية السياحة والفنادق وقبلها حصلت على معهد سياحة وفنادق 9 أعوام دراسة لكن اكتشفت أن الدراسة ما هى إلا معلومات نظرية وأن حقيقة عمل الشيف تعتمد اعتمادا كليا على الجزء العملى وليس النظرى ومن هنا توجهت إلى العمل فى الفنادق الكبرى وكنت دائما أتعلم من الشيفات الكبار واعتبرت نفسى تلميذا وكل يوم أتعلم من مدرسة الكبار وبالفعل شاهدت إبداعات كثيرة تأثرت بها وأبدعت فى النحت على الخضروات والفاكهة مثل البطيخ والقرع العسلى.
وأضاف: 'ولأننى أحب بل أعشق الرياضة فكانت من أجمل الصور التى قمت بنحتها هى صورة محمد صلاح لاعب كرة القدم المصرى المحبوب الذى يعشقه الجميع، فرسمت له صورا مختلفة وبأشكال وأحجام مختلفة، ولأننى بورسعيدى فمن الطبيعى أن يكون النادى المصرى هو عشقى الأول والأخير فهو بالنسبة للبورسعيدية كيان، وعندما كان حسام حسن مديرا فنيا رسم بورتريه له على 'البطيخ ' وأرسلته إليه وأعجب به جدا وشكرنى عليه'.
وتابع البدرى، أنه أراد استعادة ذكريات الزمن الجميل بل الفن الجميل فرسم الفنان الرائع الضاحك الباكى نجيب الريحانى، والذي يحب مشاهدة أفلامه القديمة؛ لما فيها من رسائل أكثر من رائعة بل مشاهد يبدع فيها، وتعلم منه أن يكون فنه رسالة، على حد تعبيره.
وتابع: 'وعندما وقفت السفينة الجائحة فى قناة السويس على مدار أيام وتسببت فى أزمة كبيرة وبجهد وتعب المصريين استطاعوا تخطى الأزمة فرسمت شعار القناة على البطيخ تقديرا منى لمجهودهم وتفانيهم فى العمل، فكل صورة مضمونها عبارة عن 'رسالة'، كما رسمت شعار الوحدة الوطنية الذى يجمع بين الهلال والصليب'.
واستطرد الشيف البورسعيدى: 'عملت بالأكاديمية البحرية ببورسعيد أكثر من 10 سنوات وعملت فى فنادق سياحية كبرى بالغردقة، وفى جميع الأحوال كنت دائما أضع نفسى موضع التلميذ الذى لا يشبع من العلم فقد تعلمت فنون الرسم من والدى فهو كان يرسم بإبداع، كنت أتابع رسمه و أحفظ جميع الخطوات التى يقوم بها وحصلت على العديد من الميداليات فى مسابقات كبرى محلية للطهى والنحت'.
وقال الشيف خالد، إن من أجمل الصور التى رسمها على البطيخ هى صورة الفنان الراحل سمير غانم، وأعرب عن حزنه الشديد لوفاته، وقال إنه فنان ترك لنا بصمة فنية جميلة وارث فنى لا يعوض، وإنه بعث برسالة حب وحزن فى آن واحد فى تلك الصورة التى قام بنحتها ومعها كلمة 'الوداع'.