افتقدنا أبنائنا؛ ماتوا شبابا وتركوا لنا إرثا كبيرا؛ تركوا لنا أولادهم الصغار لنقوم بتربيتهم ومرت سنوات وأصبحت تلك محلات صغيرة هى مورد الرزق بالنسبة لنا ولأبنائنا وأحفادنا منذ أكثر من خمسين عاما، وظلت بيوتنا 'مفتوحة' بخير ورزق صغير لكن ربنا مبارك لنا فيه من أجل اليتامى'.. هكذا بدأ أصحاب محلات سوق العصر الجديد الذى تم افتتاحه قريبا حديثهم لـ'أهل مصر'، مضيفين أنه تم تخصيص محلات لهم فى السوق الجديد بديلا لسوق ستوتة إلا أنهم فوجئوا بعد عملية التخصيص بسحب التخصيص باعتبارهم يحصلون على معاشات تأمينية كانوا قد تقدموا بها على المحلات القديمة واعتبرتهم المحافظة من أصحاب المعاشات التى لا تتعدى قيمتها 1200 جنيه على الرغم أن المحلات القديمة كانت مرخصة.
وقال خالد حموده رئيس رابطة الخدمات الاجتماعية العامة ببورسعيد: 'نعمل فى تلك المحلات منذ سنوات عدة بل تورثناها عن الآباء والأجداد وكل منا لديه رخصة محل قديم وعندما تم هدمها كانت لا توجد شروط لاستلام المحلات والباكيات الجديدة البديلة بسوق العصر سوى أنها عين مقابل عين، بمعنى يتم تسليم المحل القديم المرخص ويكون هناك بديلا له'.
وأضاف أن رئيس جمعية البائعة الجائلين قام بحصر المستحقين وكان عددهم 384 بائعا إلا أنه فجأة عند قيام الإنتاج التعاونى بالمحافظة بعملية الحصر كان العدد 1114 بائعا ولم نعرف من أين جاءت الزيادة التى من المفترض أن يكون الحصر بالأقل أما بالنسبة للقطعة الأولى بسوق العصر تم تخصيص 23 محلا وأيضا كانت هناك 4 أماكن عشوائية وبالفعل تم هدمهم كانت بضاعتنا فى الشارع لمدة 4 أشهر حتى تم بناء السوق الجديد وبالفعل تم بناؤه وتسلمنا المحلات بدون أى خدمات ودفعنا المطالبة و كان قدرها 1100 جنيها و الايجار الشهرى 550 جنيها، بالاضافة الى 100 جنيها للخدمات 'اللى موش موجودة' و لكن بعد بناء الجزء الثانى من السوق فوجئنا بأنه تم مضاعفة مبلغ الإيجار ليصل إلى 1100 جنيه، والمطالبة بـ7 آلاف و500 جنيه، بالإضافة إلى وقف التخصيص لتسع بائعين ولا ندرى لصالح من، وقمنا برفع قضايا لإثبات حقهم.
وأضافت الحاجة صفية فراج، 65 عاما: 'اشتريت المحل القديم من اخواتى بعد وفاة والدى منذ أكثر من 40 عاما وبعدها توفى ابنى وترك لى 3 أبناء ومعى 4 أبناء وتحملت مسؤلية 7 أفراد وكنت أعمل فى المحل الفترة الصباحية وأذهب للعمل فى صيدلية فترة مسائية ولكنى تعبت ولم أستطع التحمل فعملت بالصيدلية أسبوعا واحد وتركتها إلا أنه بعد تخصيص المحل رقم 44 بسوق العصر 1 فوجئت بوقف التخصيص لأننى مؤمن على من قبل الصيدلية فذهبت وأحضرت استمارة 6 وأرفقتها بالأوراق إلا أنهم لم يعترفوا بها وفجأة تم تخصيص المحل لشخص آخر وأنا موجودة به قمت برفع قضية وأنتظر أن ينصفنى القضاء حتى أستطيع تربية أبنائى وأبناء ابنى الأيتام 7 أفراد هياكلوا منين!'.
ويعقب السيد السيد إبراهيم، 65 عاما: بعد تسليمى للمحل رقم 40 الخاص بى بسوق العصر 1 تم إلغاء التخصيص لأننى كنت مؤمن على المحل القديم منذ عام 1980 لاننى احصل على معاش تأمينى قدره 1300 جنيه وأنا مريض وأحتاج إلى علاج شهرى وقمت بإجراء عملية لاستئصال الطحال وجزء من المعدة وأعانى من دوالى المرىء باستمرار الـ 1300 جنيه لا تكفى حتى العلاج وأنا أعول أسرتى وابنتى وأولادها الثلاثة بعد وفاة زوج ابنتى'.
فيما تصرخ عبلة علي، قائلة: 'بعد وفاة زوجى ترك لى 5 بنات وتوفى ابنى وترك لى 4 أولاد والحمل ثقيل جدا وكنت باخد معاش تأمينى قدره 1400 جنيه لذا تم إلغاء تخصيص المحل الذى كان يعيننى على تربية ابنائى وابناء ابنى المتوفى و قمنا برفع قضية وتم تخصيص المحلات لبائعين آخرين واحنا موجودين فيها حتى الآن وننتظر حكم القضاء'.