انتشرت ظاهرة التسول في محافظة بورسعيد بصورة كبيرة، حيث يأتي إليها كثير من أبناء المحافظات المجاورة عن طريق محطة القطار سواء من أطفال أو شباب أو كبار السن للعمل بالتسول حتى أصبحت مهنة بالنسبة لهم جميعا، وخاصة في شهر رمضان، الأمر الذي أدى إلى قيام مجموعة من أبناء بورسعيد بإطلاق مبادرة 'لا للتسول' وقاموا بعمل جروب على مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك لإطلاقها من خلاله.
وانضم لجروب المبادرة أكثر من 3 الاف شخص خلال يومين فقط وقام المنضمين للجروب بدعوة الجميع للاشتراك، كي يستطيعوا أن يقضوا على نسبة 50% من المتسولين بالمحافظة خلال فترة وجيزة كمرحلة أولى، ونشر الجروب أهداف المبادرة والتي شملت الأتي:
- تأسيس مجموعة عمل قانونية يتم إشهارها في الجمعيات التابعة لمديرية التضامن الاجتماعي تحت مسمى رابطة أو مبادرة أو منظمة للمجتمع المدني.
- تشكيل مجلس إدارة للمجموعة المستهدفة يتكون من عدد فردي من الأعضاء.
- تشكيل فريق بحث وتقصي لمتابعة المتسولين والمتشردين عن بعد دون الاحتكاك بهم أو التعامل معهم لاحتمالية خطورتهم سواء عقليا أو إجراميا وتصويرهم ونشرهم على الجروب مع ذكر المناطق المترددين عليها.
- يسعى الفريق بالجروب إلى عمل لجنة إعلامية تقوم بنشر صورهم وأماكن تواجدهم والتوعية بعدم التعاطف معهم على كل جروبات وصفحات بورسعيد.
- التواصل الدائم بين مجلس إدارة المبادرة مع أقسام الشرطة نطاق تواجد كل مجموعة منهم وإمدادهم بصور المشردين والمتسولين مع تسجيل أرقام تليفونية للإبلاغ الفوري.
- مخاطبة مديرية التضامن الاجتماعي ببورسعيد رسميا لإيواء المشردين والاهتمام بهم وتقديم الدعم الطبي لمن يحتاج رعاية طبية وإيداع الحالات النفسية لمراكزها المتخصصة.
- جميع تكاليف المبادرة تكون بالجهود الذاتية والتطوعية، لهدف واحد وهو القضاء على هذه الظاهرة التي تفشت في مجتمعاتنا.
ومن جانبه قال المهندس جمال الباشا، إنه بدأ منذ مدة قليلة بمبادرة '#لا_للتسول_ولا_تكن_أنت_الممول'، وسبق أن بادرت بأكثر من مبادرة وأكثر من مرة وقد لاقت المبادرة استحسان ورضا تام وتفاعل منقطع النظير وعلى كافة المستويات وعقدنا كثيرا من المناقشات والحوارات، بوجود حضور رائع، ودرسنا فيها جميع جوانبها من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والدينية والأمنية والأخلاقية وغيرها حتى وصلنا أيضا لقضية حماية الطفل ومتشردي الشوارع، ووضعنا كثيرا من الحلول الرائعة والقابلة للتنفيذ بعد حضور نخبة من المجتمع البورسعيدي بكل أطيافه ومثقفيه، ونشرنا تقريبا أكثر من ٢٠٠ منشور على الأقل واتسعت الدائرة بشكل كبير جدا بعد مشاركة هذه المنشورات وبلوغها لجميع صفحات التواصل الاجتماعي تقريبا.
وأضاف الباشا، للأسف الشديد جدا ولأسباب لا يعلمها إلا الله أصبحت المبادرة وكأنها شيئا لم يكن وماتت في مهدها لأسباب كلها واهية ولأسباب غير مفهومة، وكأن هناك من تعمد بإصرار على تثبيطها وتثبيط عزيمتنا.
وتابع، أنا اليوم ادعم مبادرة الشباب للقضاء على التسول والتخلص من هذه الظاهرة، أدعم المبادرة وكلي أمل أن تنجح مبادرتكم هذه خصوصا أنها قائمة على مجهود الشباب الواعي المحترم والذي ملك إرادته بعيدا عن أي أهواء نفسية أو شخصية ولكنه يعمل لصالح المجتمع.
ودعم مجدي النقيب، نقيب التجاريين ببورسعيد المبادرة، قائلا: إن مجابهة ظاهرة التسول ببورسعيد والمبادرة الطيبة المطروحة الآن تتطلب تلاحم المجتمع المدني مع الأمن في الظاهرة المسيئة لبورسعيد بلد التحضر وعاصمة الثقافة وقاطرة التنمية لمصر، للأسف عصابات من خارج بورسعيد ومنتشرين بحرفية شديدة، وتدار بفكر شيطاني وأساليب وحيل وقدرة كبيرة على الكذب والتمثيل ما بين أصحاب عاهات وحاملي الأطفال وبائعي المناديل وهناك تقسيم للأماكن ممنوع تجاوزها، وبلطجية تحميهم وحدث مجرمين معهم وطالب النقيب الاستعانة بالمهندس جمال الباشا بصفته أستاذ المحليات لأنه أول من تصدي ونادي بإيقاف هذه الظاهرة.
وعقبت منال أحمد من مواطني بورسعيد، أن القضاء على ظاهرة التسول لا يحتاج مبادرة ويجب تفعيل القوانين التي لو طبقت لأصبحنا أحسن الدول فموضوع التسول يحتاج إلى قوة جبرية وذكرت نصوص قانون عقوبة التسول التي شملت نص القانون 49 لسنة 1933، من قانون العقوبات على عدد من المواد لمكافحة ظاهرة التسول:
حدد في المادة 1 من أنه يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز شهرين كل شخص صحيح البنية ذكرًا كان أم أنثى يبلغ عمره خمسة عشرة سنة أو أكثر وجد متسولاً في الطريق العام أو المحال العمومية، ولو ادعى أو تظاهر بأداء خدمة للغير أو عرض ألعاب أو بيع أي شيء.
مادة (2): يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز شهرا كل شخص غير صحيح البنية وجد في الظروف المبينة في المادة السابقة متسولاً في مدينة أو قرية لها ملاجئ وكان التحاقه بها ممكنًا.
مادة (3): يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز ثلاثة شهور كل متسول في الظروف المبينة في المادة الأولى يتضح الإصابة بجروح أو عاهات أو يستعمل أية وسيلة أخرى من وسائل الغش لاكتساب عطف الجمهور.
مادة (4): يعاقب بالعقوبة المبينة في المادة السابقة كل شخص يدخل دون إذن في منزل أو محل ملحق به بغرض التسول.
مادة (5): يعاقب بنفس العقوبة كل متسول وجدت معه أشياء تزيد قيمتها على مائتي قرش ولا يستطيع إثبات مصدرها.
مادة (6): يعاقب بنفس العقوبة: كل من أغرى الأحداث الذين تقل سنهم عن خمسة عشرة سنة على التسول، كل من استخدم صغيرا في هذه السن أو سلمه لآخر بغرض التسول وإذا كان المتهم وليا أو وصيا على الصغير أو مكلفا بملاحظته تكون العقوبة بالحبس من ثلاثة شهور إلى ستة شهور. مادة (7): في حالة العود تكون عقوبة الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون الحبس مدة لا تجاوز سنة.