لُقب بـ 'وحش كورونا'، قام بتغسل ما يزيد عن 400 متوفى بـ كورونا، تطوع بشكل مجانى لتغسل الموتى، يحب عمله هذا ويرى أن من يقوم به لابد أن تتوفر به صفات معينة، جاءه هاتف بالمنام يخبره أن يخوض هذه التجربة وأنه فى حماية الله.
محمد عادل نوار، خريج كلية الحقوق، ويمتلك عملاً خاصاً به، إلا أنه قرر التطوع فى غُسل الموتى منذ 13 عاماً، بدأ فى غسل موتى كورونا منذ بداية الجائحة، غسل الكثير من أقاربه وأحبائه، ومر بمواقف فى مهنته هذه لا يمكنه نسيانها، خشى الناس التعامل معه فى بداية الجائحة ولكنهم يدعون له الآن، وزوجته كانت أكثر من شجعه على خوض هذه التجربة.
يقول محمد، مغسل موتى مستشفى قلين المركزي، في حواره لـ 'أهل مصر': 'أبلغ من العمر 31 عاماً، وأنا أغسل الموتى منذ 13 عاماً، كما أنني أغسل موتى كورونا منذ بداية الجائحة بشكل تطوعي ومجاني، وأنا أحب هذا العمل وأرى أن من يقوم بهذه المهمة عليه أن تتوفر به صفات معينة كأن يكون تقياً وكتوماً وذا قلب رحيم والأهم أن يكون مؤمناً بالله حتى يستطيع التعامل مع هذا الموقف'.
ويتابع محمد: زوجتى شجعتني على خوض هذه التجربة، وفى بداية جائحة كورونا كان الناس يخشون التعامل معى خوفاً من العدوى، وكنت أبكى حينها وأنوي أن أتوقف عن غسل الموتى، ولكنني أحب هذا العمل، فالتعامل مع الموتى أفضل من الأحياء، 'إحساس جميل وأنا بغسل شخص رايح يقابل ربنا، والشخص الذي يقوم بهذا العمل لازم يبقى عارف القيمة دي'، ويكمل قائلا: تعامل الناس اختلف معي حالياً فأصبحوا يحبونني ويدعون لي.
ويكمل: نصحني الكثيرون بعدم خوض هذه التجربة من أهلي وأصحابي لخوفهم على، ويضيف بالقول: كنت رافضاً خوض التجربة في البداية فقد كنت خائفاً على نفسي وأولادي، ولكن جاءني هاتف بالمنام وأخبرني أنني في حماية الرحمن وأن أتوكل على الحي الذي لا يموت وأن أخوض هذه التجربة، وهذا ما شجعني على خوضها.
واستطرد: غسلت أكثر من 400 متوفى، وهناك آخرون ولكن لا أتذكرهم؛ لأن نفسيتي كانت متأثرة بسبب موت الشباب حيث غسلت أعداد كبيرة منهم، ومن أصعب ما مر على هو أنني قمت بغسل شاب يبلغ من العمر 30 عاماً مات متأثراً بإصابته بكورونا، ليلحق به في نفس اليوم والده السبعيني الذي مات بسكتة قلبية حزناً على ابنه.
الأهل مش راضيين يستلموا أهلهم، الابن يرفض أبوه، والأخ يرفض أخوه، هكذا تحدث محمد عن أصعب المواقف التي مر بها أثناء غسل موتى كورونا، فيقول: أصعب المواقف التي لا أستطيع نسيانها كانت لمتسول متوفى بكورونا ولم يكن له أهل، وتوليت غُسله ودفنه أنا ومساعد لي، وتم دفنه بمدافن الصدقة، مش قادر أنسى ضحكته، جسمه كان منزل مسك، ويتابع: من المواقف الصعبة الأخرى كانت لحالة ترك أبنائها هوياتهم الشخصية رهناً بالصيدليات لأنهم لا يمتلكون ثمن علاج والدتهم التي توفت بعد ذلك.
إحساس جميل جداً إن الشخص يجهز واحد هيقابل ربنا، هكذا وصف محمد تجربته في تغسيل الموتى، ويضيف: لا أنصح أي شخص بأن يخوض هذه التجربة، مش عاز حد يشوف الحزن والجرح والآهات اللي بشوفها أنا غسلت أصحابي وأهلي وحبايبي، غسلت أعز الناس لقلبي.
ويقول محمد: أطلق على أهل بلدي لقب وحش كورونا؛ لكثرة من قمت بتغسيلهم من موتى كورونا، حيث قمت بتغسيل 17 حالة في يوم واحد، وفي يوم أخر قمت بتغسيل 22 حالة، لم أستسلم نهائياً، كانوا يخبرونى أن أتوقف لأكمل الغُسل غداً، ولكنني كنت أرفض، ويضيف: قمت بتغسيل أكثر من 90 شخصاً من ضحايا مركب رشيد الغارق.
وسرد محمد ل أهل مصر كيفية التعامل مع جثة متوفى كورونا فيقول: عندما تتوفى الجثة تظل بالثلاجة ساعتين، حتى تتجمد السوائل الموجودة بالجسم سواء كانت دم أو غيره، ثم بعد ذلك يتم إخراج الجثة من الثلاجة، ويتم وضع الكحول والكلور علي ملابسها، ثم نقص الملابس التي يرتديها المتوفى بكورنا ونغطى جسده، ثم نتعامل مع الجثة بعد ذلك بالماء والكلور، ويُكفن بعدها في كفن معقم، ويوضع ب5 مشمعات داخلية، ثم المشمع الأسود في النهاية.
ويضيف محمد: الغُسل والتكفين يتم بشكل تطوعي ومجاني، وهناك حالات يكون معها الكفن الخاص بها، وهناك حالات أخرى نحضر لها كفنا والذي يقوم أهل الخير بالتبرع به. وعن الإجراءات التي يتبعها محمد وزملاؤه لوقاية أنفسهم من الإصابة بكورونا نتيجة تعاملهم مع جثث موتى كورونا، يقول: بنلبس بدلة وفيس شيلد وجوانتا تقيل وجوانتا طبي وكمامتين طبي وطرنبة قدم، ويتابع: بعد الانتهاء يتم تعقيمنا بالكلور والماء والكحول، فبعد خلع أي معدة يتم تعقيمنا.