اعلان

بذكريات ممزوجة بالحزن والفرح.. البورسعيدية يستعيدون ذكريات أيام تهجير 69 والعودة 74 للمدينة الباسلة

ذكريات البورسعيدية عن  العودة من التهجير
ذكريات البورسعيدية عن العودة من التهجير

رغم مرارتها إلا أنها كانت أياما جميلة، فلما لا ونحن لا ننسى ذكريات التهجير والعودة؛ هكذا تحدث عنها مجموعة من أبناء بورسعيد قاموا بإنشاء صفحة على مواقع التواصل الاجتماعى 'الفيس بوك'؛ ليعيدوا ذكريات المدينة الباسلة الجميلة وأطلقوا على الجروب 'مواليد بورسعيد'.

وحوت تلك الذكريات سنوات الهجرة التي قامت بها الأسر البورسعيدية عام 1969 إلى محافظات مصر والعودة إلى أرض الباسلة بورسعيد عام 1974، وكانت عودتهم ممزوجة بالفرحة للعودة والحزن للدمار الذي تعرضت له المدينة.

يقول مجدى محمود الإمام من أبناء بورسعيد: 'رجعنا مع أول يوم لإلغاء التصاريح وكانت بورسعيد ما زالت خاوية ورائحة البارود والدمار كانت ما زالت موجودة، ولم نجد أبواب وشبابيك البيت وكأنها طارت، ولكننا أصلحنا ما أفسدته الهجرة بعد العودة إلى مدينتنا الحرة'.

ويضيف هشام عبد العال: 'رغم أن ذاكرتي لم تكن قوية إلا أن يوم العودة بالنسبة لي كان مختلفا، فأنا رجعت بمفردى وكنا مهجرين في دكرنس (دقهلية)، ركبت الأتوبيس من دكرنس للمنصورة ثم بورسعيد ونزلت عند قهوة 'النزهة'، ومشيت على قدمي حتى وصلت منزلنا في أول العرب (حارتي دسوق والزاوية) وما شاهدته كان غريبا، فحارتنا التي كنت أجري فيها طولا وعرضا أصبحت مثل علبة 'السردين' ومدخل بيتنا كان باب ضخم وكان به 'ترباس' حديد ضخم وجدتهم أشياء صغيرة جدا وصعدت إلى منزلنا لأجد كل شيء أصبح صغيرا وكأننى في دنيا غير الدنيا

قلت سبحان الله 'أنا اللي كبرت ولا البيت اللي صغر'؛ سؤال كان يتردد في رأسي ولم أجد له إجابة'.

ذكريات البورسعيدية عن  العودة من التهجير

زغاريد السيدات بالعودة الى منازلهم

ويروى عمرو أبو العطا ذكرياته، فيقول: لديّ موقف أجمل كنت في بورفؤاد أول يوم رمضان 1974 بعد رجوع أهل البلد وما أن سمعت آذان المغرب فوجئت بزغاريد الأمهات من كل بيت في كل بورفؤاد بكيت من الفرحة، أو أول يوم رمضان لا أنسي فرحة الأمهات بالعودة لمنازلهم لن تتخيلوا كم اقشعر جسدي من روعة المشهد'.

ويستعيد محمد قلوينه ذكرياته فيقول: 'يوم لا أنساه لأن رجوعنا بورسعيد كان مرتبط بآخر يوم بامتحاناتي في الصف الرابع الابتدائي 13/05/1974

ويومها سلمت على زملائي في مدرسة المهاجرين بالمنزلة دقهلية، وكانوا بورسعيدية وسوايسة واسمعلاوية، وذهبت إلى منزلنا وجدت سيارة نقل عليها 'العفش' وسيارة أجرة سوداء في انتظاري، وركبنا وصلنا بورسعيد أثناء صلاة العصر من أحلى أيام العمر 13/05/1974'.

ذكريات لا تُنسى

وصفها على علام لذكريات لا تنسى، فقال: 'يوم لا أنساه كنت انتهيت من إمتحان الثانوية العامة في نهاية يونيو 1974 ودخلت بورسعيد مع أصدقاء التهجير بدون الأسرة لأول مرة منذ خروجنا منها في 19 أبريل 1969، وعندما شاهدت مساكن ناصر من على بعد وأنا في اللنش بكيت وتمنيت أن أطير وأنزل علي أرضها وعندما وصل اللنش نزلنا وسجدنا على الأرض لنقبل ترابها' .

ذكريات البورسعيدية عن  العودة من التهجير

وتحدث إبراهيم هاشم عن عودته، فقال كان إسقاط التصاريح يوم الأحد، وحضر المرحوم العظيم أنور السادات ومعه المرحوم عثمان أحمد عثمان ومشيت السيارة من أمام بيتنا بالمنطقة السابعة والخامسة من الشارع التلاتيني من عند صالح سليم كان يوم جميل وأيام جميلة'.

يردد محمود حسين كلمات الشاعر إبراهيم الباني؛ متغنيا بالعودة إلى المدينة الباسلة، فيقول 'فجر الرجوع أهو لاح روح يا دمع العيون وأطلع يا نور الصباح، افرش ضياك ع الغصون نور بلدنا الحبيبة خلي السحابة الكئيبة تبعد عن الشمس وعن ضي القمر، علشان خلاص راجعين راجعين بورسعيد كنت مازلت مجند ولم أشاهد هذه الفرحة'.

ركعت على قدمي وقبلت أرضك يا بلدب

يقول إبراهيم الدسوقي: 'كان يوم جميل رجوعي لبلدي وقبلت أرضك يا بورسعيد وكان ممنوع ندخل البلد إلا بتصريح محدد، ربنا يجعلك عمار يا بورسعيد وألغى الرئيس السادات التصاريح فى عام 1974'.

وعن الذكريات الحزن الممزوجة بالفرحة يقول محمد السقا: 'كانت عودتنا فى يونيو ١٩٧٤ ولكم أن تتخيلوا فرحتنا عندما وطأت أقدامنا أرض مدينتا الباسلة، تم السجود فرحا ولكن كانت مفاجأة لنا أن بيوت حى العرب أغلبها كانت مدمرة لدرجة أننا كل يوم أو فترة نجد بيوت كانت تنهار أو أجزاء كبيرة كانت تهدم، ورغم المعاناة إلا أننا كنا سعداء بالعودة'.

WhatsApp
Telegram