قصة كفاح جديدة تسطرها "أم رحيل"، بقيادتها "تروسيكل" لنقل وتجميع الخردة وبيعها للإنفاق على ابنتيها، بمركز ومدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، ضاربة مثلا في تحدي الصعاب متحدية العادات والتقاليد التي تمنع المرأة من العمل خصوصا في مثل تلك المهن الرجالية الشاقة، لتؤكد أنها بحق "ست بـ100 راجل.
التقت «أهل مصر»، بـ"أم رحيل" لمعرفة قصتها، والتي بدأت حديثها بإنها تعمل بالتروسيكل الذي ساعدها به أهل الخير في تجميع "الخردة" في جوال وبيعها، مضيفة أن لديها طفلتين هما رحيل وسهر، يساعدانها في جمع الخردة لبيعها.
أوضحت، أنها تعلمت قيادة التروسيكل منذ حوالي شهر، ولا تزال تتعلم، مؤكدة: "أنا أم لكن لا أعرف أم إزاي"؛ مشيرة إلى أنها تعاني على مدار اليوم فتبذل مجهودًا شاقًا ليبدأ يومها من بعد صلاة الفجر؛ لتعود للمنزل في الثانية ظهرًا كي تطعم طفلتيها؛ ثم تخرج مرة أخرى لبيع الأواني المنزلية وأدوات تنظيف، المصنعة من جريد النخل، لتبيعها للسيدات بالقرية أو القرى المجاورة.
وقالت أم رحيل: "أنا نفسي أعيش كأُم، استيقظ صباحًا لتجهيز الإفطار لأبنائي، وأعلمهم تعليم كويس، وأقدر اهتم بيهم بدلًا من ضياع يومي في جمع الخردة التي تدر لي القليل من المال بنهاية الشهر".
واستكملت: "مش معايا أي معاش، لا معاش مطلقات ولا حتى والدي الذي يبلغ 67 عامًا لم يكن لدية أية معاشات"، مشيرة إلى أنها بالإضافة إلى أنها تربي بناتها فهي تخدم والديها المسنين، واللذان يعيشان معها في منزل بالإيجار.
وناشدت أم رحيل رئيس الجمهورية بأن يوفر لها مسكنًا، تستطيع أن تعيش فيه حياة آدمية وأن تجد مهنة أخرى بديلة عن مهنتها، التي وصفتها بالشاقة، وخاصة أنها تعاني من مشكلة بإحدى عينيها، إلى جانب أنها تعاني من "الفتاق"، وهو ما يسبب لها قلقًا من أن تهدر صحتها في تلك المهنة الشاقة ولا تستطيع أن تنفق على أسرتها خاصة أنها هي العائل الوحيد لهم في ظل ظروف غير آدمية.