ينتظر المسلمون بشوق كبير حلول عيد الأضحى المبارك، والذى تفصلنا عنه ساعات قليلة، ورغم أن هناك جوانب كثيرة مشتركة بين جميع محافظات الجمهورية فى الاحتفال بـ عيد الأضحى إلا أن لكل محافظة عادات وتقاليد معينة تميزها عن غيرها؛ يتمسك بها أبناء المحافظة ويصرون على الالتزام بها مهما مرت السنين، وذلك لارتباطها بذكرياتهم مع الأهل والأحباب.
ونرصد لكم فى هذا التقرير عادات وتقاليد أبناء محافظة كفر الشيخ فى الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، ومظاهر ذلك الاحتفال.
الاحتفال بعيد الأضحى
الذهاب بالزيارات 'المواسم' للفتيات المتزوجات
تعتبر محافظة كفر الشيخ من المحافظات الريفية، وبالتالى فهى تمتلك موروثاً معيناً من الثقافات والعادات والتقاليد الذى يحرص الكثيرون وخاصة فى القرى على التمسك به مهما مرت الأيام، ومن ضمن هذه العادات المتوارثة 'المواسم'.
ويقوم أهل العروس ولسنوات طويلة بعد زواجها بإرسال طعام ومشروبات وحلوى وغيرها فى كل مناسبة دينية ومن بينها عيد الأضحى المبارك، حيث يرسل أهل الفتاة قبيل العيد ما لذ وطاب من اللحوم والفاكهة وغيرها من الأطعمة والمعلبات، ورغم أن هذه العادة تثقل كاهل أولياء أمور الفتيات إلا أنه لا يزال هناك تمسكا كبيرا جداً من قبل الأهالى بها، بل ويصل الأمر عند البعض باعتقادهم أن الأهالى الذين لا يقومون بذلك لا يعيرون ابنتهم اهتماما.
زيارة المقابر بالعيد
ومن ضمن الطقوس التى تحرص بعض السيدات عليها خاصة فى القرى بعيد الأضحى هى زيارة المقابر بالعيد لقراءة الفاتحة لمن توفاهم الله من الأهل والأحباب، حيث تذهب السيدات للمقابر قبل العيد، وتلك أيضاً من العادات المتوارثة التى تحرص كثير من السيدات على التمسك بها.
تنظيف وتزيين المنازل استعدادا للعيد
تظهر دائماً مع اقتراب العيد منشورات مضحكة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك تتحدث عن معاناة الفتيات مع حملات التنظيف التى تحدث بالمنزل استعدادا للعيد، والأمر ذاته يحدث هنا بالمحافظة، حيث تسبق العيد حملات من النظافة والتزيين للمنازل استعداداً لاستقبال الضيوف والأقارب بالعيد لتلقى التهنئة.
وقفة عرفات
يحرص الكثيرون من أبناء كفر الشيخ على صيام يوم وقفة عرفات، والاستغفار وقراءة القرآن ومبادلة الجيران والمعارف التهنئة تليفونياً أو وجها لوجه بمناسبة قدوم العيد، وبعد أداء صلاة العشاء تعلو أصوات التكبيرات بالمساجد معلنة قدوم العيد، ثم تشهد المساجد الاستعدادات الأخيرة قبل أداء صلاة العيد، حيث يتم تزيين بعضها بالبالونات لإدخال الفرحة على قلوب الأطفال.
صباح يوم العيد
يستيقظ أبناء المحافظة فى الصباح لأداء صلاة العيد، ويتم توزيع بعض الألعاب والهدايا على الأطفال أمام المساجد، وبعد الانتهاء من أداء الصلاة، يقرر البعض السير فى الشوارع لتبادل التهنئة مع الأهل والجيران والمعارف، والبعض الأخر يعود لمنزله بعد الانتهاء من الصلاة لتهنئة أهل بيته وإعطائهم العيدية، وفى الوقت الذى يقرر فيه البعض تناول لقيمات بسيطة على الإفطار انتظاراً لذبح الأضحية وطهو اللحم لتناوله على الغذاء، يتناول آخرون اللحم على الإفطار ثم ينتظرون ذبح الأضحية لتناول لحومها على مدار أيام العيد.
أضحية العيد
يقوم عدد كبير من أبناء المحافظة بذبح الأضحية بعد صلاة عيد الأضحى وعلى مدار أيام العيد، وهناك من يقوم بشراء أضحية بمفرده والبعض الآخر وبسبب ظروفه المادية قد يشترك مع عدد من زملائه لشراء أضحية وتوزيعها بعد ذبحها، وهناك من يذبح الأضحية بمنزله، أو بأماكن أخرى.
وبعد الذبح يتم توزيع لحم أضحية العيد على أهل المنزل والأقارب والفقراء والمحتاجين، حيث يتم تغليف اللحم ويتم الذهاب بها للمنازل وتوزيعها على مدار أيام العيد وحسب اليوم الذى يذبح فيه الشخص الأضحية.
زيارة الأهل والأقارب
وتشهد أيام العيد زيارات الأهل والأقارب لتبادل التهنئة بالعيد، وذلك بدءًا من بعد صلاة عيد الأضحى، ويتم إعطاء العيدية للأطفال لإدخال السرور على قلبهم، وقد يأتى الأبناء المتزوجون خارج القرية أو المحافظة لقضاء أيام العيد مع أسرتهم بالمحافظة، كما يعتبر البعض العيد فرصة للذهاب لأسرته وقضاء إجازة العيد معهم بعد غياب لفترات طويلة قد تصل لشهور، وذلك بسبب ظروف العمل أو الزواج بأماكن بعيد ة عن محل إقامتهم.
إقامة الأفراح بالعيد
تشهد أيام العيد بالمحافظة إقامة الكثير من الأفراح، حيث يفضل الكثيرون إقامة الأفراح بهذه الأيام، فمع اقتراب العيد تنهال كروت الدعوات لحضور الأفراح بداية من أول أيام العيد وتستمر على مدار الأيام اللاحقة، ويتم تجهيز الشقة السكنية للعروسين وفرش الأجهزة، ويتم التحضير للعُرس، وبيوم الحناء والفرح يتم إعداد الطعام من قبل الطهاه ودعوة المدعوين لتناول وجبة الغذاء بمنزل العريس والعروس، بينما البعض الآخر يكتفى بدعوة المدعوين لحضور الفرح دون أن يكون هناك دعوة لتناول الطعام، ويتوقف ذلك على القدرة المادية للشخص.