تعاني منطقة طابية اليسرى الأثرية بمنطقة الورديان غرب محافظة الإسكندرية، من الإهمال وتحولها إلى مقلب قمامة وتعاطي المخدرات من قبلمجموعة من الخارجين عن القانون، بعد الفشل في استغلالها من قبل وزارة السياحة والآثار، لتكون مزار تاريخي نظرا لوجودها في موقع متميز منذ أن أنشأها محمد علي خلال الفترة ما بين 1805 إلى 1848، لتكون حصن الدفاع الأول للتأمين ضد أي اعتداءات خارجية على مدينة الإسكندرية.
طابية اليسرى أكبر طابية حربية في مصر
يقول محمد سعيد موظف من سكان منطقة الورديان، أن طابية اليسرى بمنطقة صينية الورديان اصحبت مقلب للقمامة بعد أن كانت أهم المناطق الحربية بمنطقة غرب الإسكندرية، لافتا أن سبب اختيار منطقة الورديان لإقامة طابية اليسرى، هو أن محمد علي قام بإنشاء الترسانة البحرية، وصناعة السفن الحربية في داخل ميناء الإسكندرية، وبدأ في بناء وتجهيز تلك الطابية لتكون حماية الترسانة البحرية والسفن الحربية، وحماية المدينة من أي غزو عليها لموقعها المتميز من ناحية غرب المدينة.
وأضاف أحمد مصطفى باحث في التراث ورئيس مركز آسيا الدراسات لـ'أهل مصر'، أنه يشعر بالحزن، على وجود معلم أثري وتاريخي كبير بهذه القيمة، ولا يتم الاهتمام به واستغلاله، فهو كفيل بجلب سائحين للإسكندرية، و ينعش حركة السياحة إلى مدينة الإسكندرية، ويسهم في إيجاد فرص عمل كبير بالتوازي مع الاهتمام بالمنطقة الأثرية.
صورة الطابية الحربية
وأشار 'مصطفى' إلى أن طابية اليسرى، كانت أعلى مكان في منطقة الورديان، ومكشوفة من جميع الاتجاهات، ولكن تم بناء عقارات بجوار الطابية، جعلت الطابية تختفي بعد أن كانت أعلى تبة في منطقة غرب، وكان يوجد عدد من الوصلات الحديدية للمرور عليها من أعلى الخندق ، للدخول الى الطابية من الداخل.
طابية اليسري مأوي للخارجين عن القانون
وأضاف محمد محمود سائق من سكان منطقة الورديانن لـ'أهل مصر'، أن طابية اليسرى الأثرية، أصبحت مكان مهجور ومأوى للخارجين عن القانون لتعاطي المخدرات ليلان وممنوع الاقتراب منها بسبب ما آلت إليه من إهمال، معربا عن أمله في الاهتمام بها لتكون مزار تاريخي، لما تضمه من تصميمات عسكرية قديمة في تاريخ مصر.
صورة الطابية
من جانبه، قال مصدر مسئول بآثار الإسكندرية، إن اللجنة الدائمة للآثار وافقت على تسجيل طابية اليسرى منذ عام 2017 لمكانتها التاريخية، والتي بناها محمد علي في عام 1805 ،وهي أكبر طابية حربية في مصر، حيث تصل مساحتها 13,5 فدان، وهي في المساحة تعتبر أكبر من قلعة قايتباي ثلاث مرات ونصف، وبها أكبر وأعمق خندق حربي في مصر لحماية الإسكندرية، من الناحية الغربية.
وأضاف المصدر لـ 'أهل مصر'، أنه جار التنسيق لتطويرها لتكون مزار كبير وتاريخي، حيث أن بنائها يتميز على شكل خماسي لتكون على جميع الاتجاهات، لافتا إلى أن حالتها الإنشائية والمعمارية جيدة ولا تحتاج إلى أعمال ترميم، وأنه من الممكن فتحها للزيارة على وضعها الحالي، بعد إنشاء سور لحمايتها.