تستعد محافظة الأقصر خلال هذه الأيام لتنظيم احتفالية كبرى، لافتتاح طريق الاحتفالات الكبرى المعروف بطريق الكباش، وخلال زيارات متتالية لرئيس الوزراء للوقوف على آخر الاستعدادات لاحظ وجود تهدم في خلفية قصر توفيق باشا اندراوس الواقع على داخل حرم معبد الأقصر، فهناك كومة من التراب وحوائط متهدمة وشروخ ونوافذ متهالكة، وتسئ لمعبد الأقصر وطريق الكباش والزائرين من مختلف الدول الذين سيحضرون احتفالية الافتتاح، وعلى الفور أصدر تعليماته لمحافظ الأقصر بتشكيل لجنة لبحث الحالة الانشائية للقصر وما إذا كان يصلح للترميم من عدمه.
وبعد انتهاء اللجنة المشكلة من كبار المهندسين الاستشاريين انتهى رأي اللجنة بعدم صلاحية القصر للترميم وأنه أيل للسقوط إضافة إلى أعمال التنقيب عن الآثار التي تمت فيه العام الماضي والتي تسببت في تصدع جدران القصر وأصبح خطرا على المواطنين المارين بطريق كورنيش النيل المطل عليه القصر، وعلى الفور صدر قرار مجلس الوزراء بإزالة القصر وتسويته بالأرض.
القصر الذي انشئ عام 1897 على الطراز الإيطالي، غير مسجل ضمن الاثار، فسبق أن رفضت اللجنة الدائمة للآثار الاسلامية والقبطية عام 2010 وكذلك لجنة التنسيق الحضاري ضمه للآثار.. القصر الذي يقع على داخل حرم معبد الأقصر يحتوي أسفله على آثار لأن المنطقة التي انشئ عليها القصر هي منطقة بكر لم تجري بها حفريات من قبل، وستتم أعمال الحفائر عقب انتهاء أعمال الإزالة التي بدأت مساء أمس، وتم نقل المحتويات الموجودة بداخل القصر لكي يستلمها الورثة في اي وقت أرادوا.
وفي العام الماضي تمكنت شرطة السياحة والآثار من ضبط سيدة من الورثة ومعها ثلاثة أشخاص أثناء التنقيب عن الآثار اسفل القصر، حيق قاموا بحفر حفرة بعمق 7 أمتار وضبط بحوزتهم حوالي 4 شكائر من امفورات اثار رومانية تشبه القلل وتم القبض عليهم وخرجت الوريثة بكفالة 100 ألف جنيه على ذمة التحقيقات فيما ظل الثلاثة أشخاص الأخرين في السجن قيد التحقيقات، وبعدها صدر قرار بنزع ملكية القصر للمنفعة العامة ومن ثم صدر قرار الازالة بسبب أنه ايل للسقوط.
وفي العام 2013 فوجئ أهل الأقصر بجريمة غامضة هزت الرأي العام، حيث وجدت ابنتي توفيق اندراوس لودي وصوفي مقتولتين داخل القصر، وبعد انتهاء التحقيقات، قيدت القضية ضد مجهول ليظل لغز مقتلهما حتى الآن، وكان عمر لودي 80 عاما، وصوفي 82 عامًا، وتم دفنهما بمقبرة العائلة، التي يطلق عليها 'مقبرة الأقباط' بمدخل الأقصر.
وتوفيق باشا أندراوس هو قيادي وفدي كان من مؤسسي ثورة 1919، واستضاف توفيق اندراوس الزعيم سعد زغلول ومحمد عبده، وامبراطور أثيوبيا، وجميع قناصل الدول حينما أصدر الانجليز قرارا بتقيد حرية زغلول حيث تحدي توفيق الانجليز واستضاف الزعيم في احتفالية مهيبة حيث صمم توفيق مقعدا مخصصا للزعيم منقوش عليه اسمه حيث ظل هذا المقعد موجودا داخل القصر إلى أن تمت سرقته هو وعدد من التحف النادرة التي كانت موجودة في القصر منها سيارة مطلية بالذهب كانت لنجله جميل وبيانو اثري وغيرها من التحف واللوحات.
وتزوج توفيق باشا وأنجب اربعة أبناء هم 'جميل وجميلة وصوفي ولودي'، حيث توفى جميل وهو فى ريعان شبابه، ولحقت به شقيقته 'جميلة'، وظلتلا لودي وصوفي بالقصر توفيق باشا، حيث درسا بالمدارس الفرنسية، ورفضتا الزواج من المتقدمين لهما لعدم مناسبتهم لأصولهما الباشوية، كما تقدم أمبراطور الحبشة لأحدهما لكنها رفضت خوفا من الاغتراب، وظلتا بالقصر، حتى عثر عليهما مقتولتين داخله.