تسببت الجامعات الخاصة في إحداث حالة من الجدل وتباين الآراء في محافظة المنوفية، بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة 2021، فالبعض يراها مجرد مشروع تجاري لا يهتم سوى بتحقيق الأرباح، دون النظر إلى مستوى التعليم وجودته، بينما يرى بعض الطلاب وأولياء الأمور، أنها فرصة لتعويض الطالب، وحصوله على الكلية التي لم يحققها في الجامعات الحكومية.
وفي هذا السياق، يقول الدكتور مصطفى شعبان، أستاذ علم نفس بكلية الآداب جامعة المنوفية، إن الجامعات الخاصة تختلف من جامعة لأخرى، حيث هناك بعض الجامعات تسعى للربح من خلال العملية التعليمية، بينما هناك جامعات أخرى هدفها التعليم قبل التربح.
وأضاف 'شعبان' لـ'أهل مصر': 'لا ننكر أن مصاريف الجامعات الخاصة المعتمدة، تكون باهظة الثمن ولكن تقوم بتعليم الطلاب وتأهيلهم لسوق العمل، لذلك يقوم الأهالي بالتسارع عليها لان الختم الخاص بها في الشهادة لا يُعيق أمر توظيف الطالب مثل الجامعات الأخرى والتي هدفها التربح فقط'.
وأوضح أنه يجب أن يكون هناك تواصل مشترك بين الجامعات الخاصة، ووزارة التعليم العالي، لإحداث عملية موازنة وتقديم خدمات متميزه للطلاب لمساعدتهم على التأهيل لسوق العمل.
وفي سياق مُتصل، قال أحمد سليمان، طالب ثانوية عامة 2021، إن الجامعة الفرنسية تُعد من أرقى الجامعات، لافتا: 'حصلتُ على مجموع 76%، والتنسيق حرمني من دخول كلية الهندسة كما كان حلمي منذ الصغر، لذلك سأضطر لدخول جامعة خاصة'.
رسائل ترويجية على الهواتف
وأوضحت سلوى سعيد فرحات، ولية أمر طالبة بالمنوفية: 'المأساة في الجامعات الخاصة أنها من وجهة نظرنا تقوم باستغلال الموقف، نظرًا لأنه بعد ظهور التفاوت الكبير في درجات الطلاب أصبح جميع الأهالي يدقون أبوابها، لتصل أسعار بعضها لـ60 ألفًا و50 ألفًا وأيضًا 30 ألفًا لبعض الكليات، وأعتقد أن شركات المحمول تقوم بمشاركة أرقامنا مع الجامعات الخاصة، حيث أنني تفاجأتُ يوم إعلان نتيجة الثانوية العامة، بقيام إحدى الجامعات الخاصة بإرسال رسالة لنا على الهاتف المحمول لانضمام ابني لها، لافتة أن هذه الجامعات أصبحت موضة القرن'.
من جانبه، كشف مصدر داخل مكتب التنسيق بجامعة المنوفية، أن بعض الطلاب قاموا بتسجيل رغباتهم في تنسيق الجامعة بشئ من اللامبالاة، لافتا أن هؤلاء الطلاب لجأوا إلى تنسيق الجامعات الخاصة.
وأشار، إلى أنه من المواقف الغريبة التي صادفتهم، رغبة أحد الطلاب في التقديم لكلية طب الأسنان بجامعة خاصة، رغم أن مجموعه 91.2%، وهي نتيجة تؤهله إلى كلية الطب البشري، لافتا أنها عادة في أسرته الالتحاق بالجامعات الخاصة.