يعتبر معهد 'فؤاد الأول' الأزهري من الآثار الإسلامية ذات التراث المعماري الفريد فى محافظة أسيوط والمقام على ضفاف نهر النيل بمنطقة الحمراء، ويعتبر واحدًا من أفخم أربعة معاهد بُنيت علي أرض مصر بنفس الطراز المعماري وأكثرهم ضخامة وعراقة معمارية وأكبر معهد أزهري في الصعيد، ومنارة علمية وطنية في نشر سماحة الإسلام ووسطيته.
وأنشأ المعهد عام 1915؛ لتخفيف معاناة أبناء أسيوط من السفر للقاهرة للدراسة بالأزهر الشريف وتولى فضيلة الشيخ محمد شريت مسئولية شياخة المعهد بعد افتتاحه فى نفس العام، وتقدم للدراسة به نحو 200 طالب، وبعد ثورة 1952 تغير اسم المعهد إلى معهد أسيوط الأزهري للبنين، وفي سنة 87 صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1692 لسنة 1987 باعتبار مبنى المعهد وملحقاته أثرًا تاريخيًا يخضع لإشراف الآثار، ويدرس فيه حاليًا طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية 'الفقه والعلوم الإسلامية الحديثة'.
ويتبع المعهد ثلاث جهات، فهو كمبنى أثري وتاريخي له قيمة كبيرة يتبع وزارة الآثار؛لأن طلبة الأزهر يدرسون به فمن الطبيعي أن يتبع الأزهر الشريف من ناحية الملكية، أما حديقته فتتبع إدارة الحدائق بالأزهر.
ويتكون المعهد من ثلاث مبان، يختص المبنى الأول بالدراسة، ويتكون من الفصول الدراسية وقاعات عرض الأفلام العلمية، وأربعة معامل لعلوم الأحياء والكيمياء والفيزياء وتضم حفريات أثرية ومواد علمية منذ نشأة المعهد، ويتوسط هذا المبنى حديقة مستطيلة بها نافورة رخامية بديعة الصنع، أما المبنى الثاني فهو مسجد كبير استخدم لتعليم الطلاب الخطابة، له مئذنة شاهقة الارتفاع تبلغ 30 مترًا، وخطب به كبار العلماء.
وتضم أحد المباني مكتبة علمية ودينية تعد من أضخم مكتبات مصر، حيث تحتوي على 22 ألف كتاب ومجلد من نوادر الكتب العلمية في كافة المجالات، واكتسبت تلك القيمة الكبيرة من الكتب التي أمر السلطان حسين كامل بشرائها وإيداعها بالمعهد، وذلك بمجرد علمه بخلو المكان من مكتبة يستعير منها الطلبة والأساتذة الكتب للاطلاع على العلوم المختلفة، وهى موجوة حتى اليوم ومزيلة بالختم القديم للمعهد، وقد أسندت أمانتها للشيخ محمد فاضل بشتك، المدرس بالمعهد حينها.
وسيظل ذلك المعهد مقصد للبعثات العلمية وقاصدي المدينة من السياح على حد سواء وتحفة معمارية على الطراز الأندلسى من جدران وأبواب ملكية، متحف مفتوح، معامل أثرية، ومكتبة زاخرة
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
