ما أن يهل فصل الصيف إلا وتغزو فاكهة التين الشوكي الشوارع والأسواق في محافظة الأقصر؛ لأن هناك حالة عشق تربط المواطن المصري بهذه الفاكهة الجميلة.
على عربة صغيرة يجلس يوميا على قارعة شارع المدينة المنورة وسط مدينة الأقصر، هكذا يبدأ علي الأسيوطي، البالغ الـ48 عاما من العمر، يومه، والذي يأتي سنويا إلى محافظة الأقصر، خلال شهور يوليو وأغسطس وسبتمبر؛ لبيع محصول التين الشوكي الذي يجلبه من محافظة البحيرة، حيث يُزرع في الأراضي الصحراوية هناك، فهو الفاكهة الصيفية التي تتنضج خلال فصل الصيف، ولا يتحمل درجة الحرارة المرتفعة التي تتميز بها محافظات الصعيد.
وقال الأسيوطي إن فاكهة التين الشوكي سريعة التلف فهى لا تتحمل أكثر من يومين بعد قطفها فتذبل وتسود، فهى لا تخزن حتى لو وضعت في الثلاجة، لذا فنحن دوما نقوم برش الماء البارد عليها لتبريدها والحفاظ عليها مدة أطول وعندما يتم تقشيرها لابد أن تأكل فورا حتى لا تفسد فهى مثل مشروب القصب، ومن ناحية أخرى فإن الماء يساعد على تجنب ملامسة شوك التين الرقيق جدا الذي يؤذي اليدين.
وأشار بائع فاكهة الغلابة إلى أن بائعي التين الشوكي كلهم من محافظتي سوهاج وأسيوط، فهم في الأساس من أدخلوا التين الشوكي إلى الأقصر حيث كان يباع في محافظات الوجه البحري، ونحن أدخلناه محافظات الصعيد منذ ثلاث أو أربع سنوات، ونحن نحتكر هذه المهنة في الأقصر، التي لاقت رواجا خلال الفترة الأخيرة بدأ الناس يقبلون عليها على تناولها.
وأوضح الأسيوطي أن التين الشوكي يأتي إلينا في عربات نقل كبيرة تقوم بالتوزيع علينا على مستوى محافظات الجمهورية، فنحن في الأقصر مثلا لا يتجاوز عددنا نحو 6، يأخذ كل فرد منا حصته التي يستطيع بيعها وننتشر في شوارع المدينة والتليفزيون والمحطة.
يذكر أن التين الشوكي له فؤائد عدة، من أبرزها: 'تنشيط الدورة الدموية، وتجديد الطاقة وترطيب درجة حرارة الجسم، فهو مفيد لمرضى السكري، ويطلق عليه البعض 'فاكهة الغلابة'.