«أبطال أكتوبر».. سيد الحسيني باكيًا: «كنا كعيون الصقور في رصد العدو.. وجمع رفات الشهداء كان أصعب اللحظات وأقساها»

سيد الحسينى بطل سلاح الأشارة بالغربية
سيد الحسينى بطل سلاح الأشارة بالغربية

مع حلول الذكرى الـ 48 لحرب أكتوبر المجيدة، يستعد أبطال تلك الحرب المجيدة للاحتفال، لما فعلوه بيوم الكرامة، حيث تعلن كافة المؤسسات الإعلامية حالة الأحتفال، وتذيع الأغانى الوطنية والأفلام السينمائية والأعمال التلفزيونية التي جسدت عظمة مصر في هذا اليوم التاريخي، يوم 6 أكتوبر المجيد، الذي استرد الجندي المصري فيه كرامته ودكّ حصون العدو الإسرائيلي، وخلص العالم كله من مصطلحات كانت شائعة في ذلك الوقت، وهي أن الجيش الإسرائيلي أقوى جيش في العالم، إلا أن بعض الأبطال رغم مرور عقود على تلك الحرب، ما زال فى جعبتهم قصص وحكايات لم تروَ إلى اليوم، وأيضا سقطوا من قائمة التكريمات سهوا.

سيد الحسينى بطل سلاح الأشارة بالغربية

المخرج المسرحى 'سيد الحسينى'، أحد أبطال سلاح الإشارة بالجبل الأحمر بالوحدة 134 التابعة للجيش الثاني بالقنطرة غرب، ابن مدينة المحلة الكبرى.

يحكى 'الحسينى'، عن ذكرياته مع حرب 73 قائلا: 'عشنا معا سنوات طوال أصبحنا جميعا أخوة، وكأننا ولدنا من رحم واحد نقتسم الصعاب كما نقتسم اللقمة، تحملنا معا لهيب الشمس وصقيع الشتاء شبعنا معا وتحملنا الجوع والعطش، وتدربنا ساعات وأيام وشهور وسنين طوال، لم نتعب ولم نكل كنا نهلل الله أكبر أثناء التدريبات عند تطور مراحل الهجوم، حفظنا عن ظهر قلب أدوارنا، انتظرنا بشوق لحظة العبور لم نكن نعلم من منا سيجمع أشلاء الآخر عند نيله شرف الاستشهاد'.

سيد الحسينى بطل سلاح الأشارة بالغربية

وأضاف 'الحسينى': 'كنا كعيون الصقور، نرصد مواقع العدو وتحركاته ليل نهار وكالأسود المتنمرة بفريستها ننتظر لحظة الانقضاض، لم تنسينا استعداداتها لحظات السمر التي أقمناها للترويح عن أنفسنا ولم تنسانا قيادتنا، فكانت السهرات الفنية ضمن خططها، حيث غنت لنا العظيمة 'عفاف راضى' وأسعدنا صوت المرحوم 'محمد رشدى'، كما حلقنا فى السماء مع ابتهالات المرحوم الشيخ سيد النقشبندي، وأسعدني حظي أن كنت له مصاحبا بالإيقاع'.

وتابع 'الحسينى': 'رغم ذلك لكننا أبدا لم ننس ثأرنا حتى كانت الساعة، وانشق الغيم لتضاء السماء وتلتهب الأرض بنيران اسلحتنا وكانت صرخات جنود العدو تصل إلى مسامعنا وكأنها سيمفونية جنائزيه تشيع بها جثث قتلاهم'.

وأضاف باكياً: 'أقسى اللحظات وأصعبها كانت عند جمع رفات شهيد، لم أنس لحظة استشهاد صديق عمري وكان من المحلة الشهيد 'ممدوح سلامة'، حيث كان ممسكا بمدفع المضاد للطائرات لحظة هجوم طائرات العدو على الموقع فسقطت عليه دانة إنت، ألف رطل وعند بلوغ أسرته الخبر جلس أبوه وأمه يقرآن القرآن'.

وأوضح: 'في أحد المرات قلت له ممدوح أنا بحب أختك، ضحك وقال لي ننجح الأول وبعد كده تبقى كل حاجه سهلة، كنا أصدقاء من قبل الجيش وكنا زملاء دراسة وكنا نحب بعضنا جدا أمه أمي'.

ولفت: 'أما بالنسبة للتكريم، فتكريمي كان في الاحتفالات التي أقامها أهلنا لنا بداية من الصالحية، وحتى احتضان أمي وأبي لي، حتى سمعت أبي يقول 'حمد الله على سلامتك يا بطل، ولحظة استقبال أصدقائي لى ورفعي فوق أعناقهم'.

WhatsApp
Telegram