واقع مرير لم نعلم نهايته متى؟ يعيشونه أسر 3 مراكز شمال محافظة قنا، لم تُحرم عائلة بينهم من العيش في مشهد الصراخ والعويل ورؤية أبنائهم غارقين في دمائهم بصفة مستمرة، بسبب طريق منذ سنوات وصرخات استغاثاتهم تعلو مكبرات الصوت لكن لا حياة لمن ينادي وأصبح ذلك الطريق 'سلسال دم' لم ينقطع فعليه تحولت جثث شباب وأطفال وزوجات من أبناء محافظة قنا ومحافظات أخرى إلى أشلاء على الأسفلت إن لم يكن مصيرها السقوط في الترعة المصاحبة من كثرة وقائع طريق الأربعين أصبح المواطنون يعتقدون أن به 'جن' يتسبب في كل هذه الحوادث.
وعندما يسمع أحد اسم 'طريق الأربعين'مباشرة يُصاب بالرعب والهلع حيث أنه لا يُذكر إلا وكان عليه حادث جديد راح فيه ضحايا ومصابين جدد، لذا أُطلق عليه 'طريق الموت' فلم يمر عليه شخص إلا ونطق الشهادة تحسبًا لوفاته، أصاب جميع مواطني قنا بالفزع من كثرة الحوادث التي شهدها منذ سنوات مئات الأرواح فُقدت عليه من بينهم أسر كاملة وغيرها عاشت في حزن طيلة حياتها لفقدانها أحد من أبنائها، من المسئول عن أرواح هؤلاء الضحايا؟ وإلى متى سوف نرى دماء الشباب مندثرة على أسفلت طريق الأربعين؟
يقع طريق الأربعين "طريق الموت" بين مركزي "نجع حمادي وأبوتشت" طريق زراعي على أحد جانبيه ترعة والآخر أراضي زراعية مملوكة للري هو ذاته طريق "مصر_ أسوان" الزراعي، غير مزدوج، يمر عليه يوميًا أبناء 3 مراكز نجع حمادي وأبو تشت وفرشوط شمال محافظة قنا، غير المسافرين.
وقال «يوسف الشمندي» من أبناء مركز أبوتشت، أطلقنا على طريق الأربعين 'طريق الموت' منذ سنوات عديدة بسبب مئات الضحايا الذين سُفكت دمائهم عليه وكثرة الحوادث التي شهدها بسبب إهمال المسئولين فالطريق متهالك وليس به كشافات إنارة أو صدادات خرسانية أو مطبات صناعية، طريق حيوي المئات يمرون عليه يوميًا ولا أحد من مسئولي محافظة قنا فكر في إيجاد حل لوقف سلسال الدم الذي يعيشونه بصفة مستمرة، موضحًا أنه معظم أسر مركز أبوتشت في حالة حزن وصراخ طوال الوقت بسبب دخول أبنائهم عليهم بالأكفان ابتلع دمه طريق الموت.
طريق الأربعين سلسال دم في قنا
'طريق الموت ابتلع 103 جثة من أولادنا قبل نهاية عام 2021'، بهذه الكلمات المصاحبة للقهر والحزن بدأ أحد المواطنين حديثه عن 'طريق الأربعين' بأنه شهد خلال العام الجاري وقبل نهايته 103 جثة غير المصابين الذين يصل عددهم ضعف الضحايا من شباب محافظة قنا خلال حوادث متفرقة أسرهم تعيش في حزن دائم على فقدانهم، ورغم ذلك لم يجدوا أدنى اهتمام بالطريق وإصلاحه ما عليهم سوى تركيب عدة كشافات بمنطقة واحدة ليس للطريق كاملًا وتمت سرقتهم من قبل اللصوص معلقًا 'انقذونا حرام عليكم الأرواح دي في رقبة مين؟'.وأضاف العم حسن، أن بحر الدماء على طريق الأربعين لم ينته، وذلك بسبب السرعة الجنونية من قبل بعض السائقين ورغم ضيق الطريق إلا أنهم لم يراعون ذلك وهدف البعض يكون في سباق السرعة مع غيره من السائقين وتصبح النتيجة وقوع حادث قد يصل ضحاياه ومصابيه للعشرات، وما يمنع ذلك إقامة مطبات صناعية عديدة من بداية الطريق لنهايته للتقليل من الحوادث التي أصبحت ملازمة لهم ويشاهدونها يوميًا.
'بسوق وأنا بنطق الشهادة واقرأ قرآن على طريق الأربعين'، هكذا علق أحد السائقين المارين على طريق الموت بصفة مستمرة، كلما مر عليه ينطق الشهادة ولكثرة حوادثه فإنه يسير عليه ببطء شديد ورغم ذلك كاد أن يتعرض لحادث عدة مرات لولا أن أنقذته العناية الإلهية، مشيرًا إلى أن جميع السائقين يعيشون في معاناة غير أصدقائه الذين ابتلعهم ذلك الطريق وذلك بسبب كون الطريق حيوي وغير آدمي فرغم مئات الضحايا الذين راحوا عليه لا يوجد حتى الآن لوحات إرشادية أو مطبات أو صدادات خرسانية ومنذ سنوات يستغيثون لكن ودن من طين وأخرى من عجين وسلسال الدم مستمر.
وذكر حسام محمود، أن طريق الأربعين رغم الاستغاثات والصرخات والمناشدات التي يطلقها الأهالي يوميًا لنظر المسئولين إليهم ووقف نزيف الدماء إلا أنهم يتعاملون بأسلوب اللامبالاة فالطريق يحتاج كافة الخدمات ومنذ سنوات يتوعدون لهم دون فائدة حيث أنه غير مزدوج قد يكون ذلك أيضًا سبب في وقوع الحوادث بصفة مستمرة فقد طالبوا كثيرًا بتوسعة الطريق وعمله مزدوج وكانت كافة الإجابات تم وضعه في الخطة وحتى الآن لم ينظر أحد لديهم.
'به جِن'.. وروى مواطنين آخرين، أن طريق الموت منذ آذان المغرب ويتحول إلى ظلام دامس لم يمر عليه أحد سوى القليل ويتعرض لمواقف مرعبة تجعلهم يعتقدون أن به 'جِن' حيث قال أحمد علي، أثناء قيادته للسيارة وكان بمفرده رأى شخصًا أمامه اصطدم به وعندما استوقف السيارة لم يرى أحد، وآخر عندما كان يسير بسيارته شعر بأحد يمسك يديه لعدم القدرة على القيادة وبالفعل وقع معه حادث لكن أُنقذ منه بأعجوبة، بينما يؤكد سائق آخر أن طريق الأربعين به 'جِن' حيث مرت عليه عدة مواقف أثناء سيره عليه يفقد السيطرة على سيارته وكثيرون أكدوا على ذلك الحديث بأنهم يفقدون تركيزهم في القيادة أثناء مرورهم على طريق الموت، معلقًا: أن ذلك قد يرجع علميًا لشدة خوفهم من الطريق وحوادثه المستمرة فيعتقدون أشياء تحدث معهم.
وأخيرًا، وجه المواطنين صرخاتهم واستغاثاتهم للواء أشرف الداودي، محافظ قنا، بالنظر لطريق الأربعين وزيارته لوقف سلسال الدم من عليه فالطريق يحتاج لأفراد أمن وتركيب كشافات إنارة عليه كاملًا وصدادات خرسانية ولوحات إرشادية ومطبات صناعية وتوسعة لإقامته مزدوج رأفة بأهالي فرشوط ونجع حمادي وأبوتشت الذين أصبحت حياتهم عبارة عن حزن دائم بسبب مئات الأرواح المفقودة عليه غير المصابين.