سيظل نصر أكتوبر هو النصر الأغلى للمصريين، حيث يحتفلون بذكراه لسنوات وسنوات لما يسببه لنا من فخر وعزة؛ احتفاءً باسترداد الأرض التي سلبت منا لسنوات، والتي تسببت فى شعور المصريون بالمهانة لسنين طويلة.
غياب عن الأضواء
قصص وحكايات كثيرة احتفظ بها أصحابها من أبطال أكتوبر لسنوات قاربت الخمسين عاماً، إلا أنهم لا زالوا يتذكرونها بأدق التفاصيل، ويفخرون بأنهم كانوا جزءًا من هذا من هذا النصر العظيم، ويروون عنه دائماً للعائلة والأقارب وجميع المحيطين بهم.
حكمدار دبابة
كثير من أبطال أكتوبر لم يسمع أحد روايتهم عن الحرب أو الأحداث التى عاصروها، إذ غاب عنهم الأعين طوال 48 عاماً، فلم تتسنى لهم الفرصة ليخبروا الجميع بما عاشوه، 'الحاج محمد'، أحد أبناء محافظة كفر الشيخ، وكان حكمدار دبابة اللواء أحمد بدوى، قائد الجيش الثالث الميدانى فى حرب أكتوبر يروي لـ'أهل مصر' روايته عن حرب أكتوبر لأول مرة.
قال محمد عبدالرازق خضر، أحد أبطال أكتوبر، مقيم بقرية شنو التابعة لمركز ومحافظة كفر الشيخ، فى تصريحات خاصة لـ'أهل مصر': 'أبلغ من العمر 76 عاماً، ولقد كانت رتبتى فى حرب أكتوبر رقيب مجند، وكنت حكمدار دبابة اللواء أحمد بدوى، قائد الجيش الثالث الميدانى، ولقد كنت متخصصاً فى الاتصالات واللاسلكى.
كنت شاهدا على مكالمة السادات والشاذلى أثناء ثغرة الدفرسوار
وتابع: كنت فى مركز اتصالات الدبابة، وقد جاء إلى دبابة الفريق سعد الشاذلى وتواصل مع الرئيس السادات بخصوص ثغرة الدفرسوار، وأنا الوحيد بالجيش المصرى الذى كنت فى دبابة قيادة اللواء أحمد البدوي، قائد الجيش الثالث الميدانى، وكان لى الشرف فى أن أقوم بإيصال الفريق سعد الشاذلى بالرئيس السادات عن طريق لاسلكى الدبابة ليتحدثوا بخصوص الثغرة.
فرحت عندما علمت أننا سنحارب
واستكمل: عندما علمت أننا سنحارب فرحت كثيراً، فقد كنت أرغب فى الانتقام، فالنكسة كان لها تأثير صعب علينا، ولقد سرنا بعد النكسة 6 أيام وليال على أقدامنا بدء من الشيخ زويد حتى وصلنا بورسعيد، مضيفًا بالقول: المواقف البطولية لجيشنا العظيم فى حرب أكتوبر لا تعد ولا تحصى، ولكن من المواقف البطولية التي رأيتها وكنت شاهداً عليها هى قيام الفرقة السابعة بتدمير سيارات ودبابات كثيرة للعدو.
كنت شاهدا على استشهاد أحد أبناء محافظتى بالحرب
وأردف: كنت شاهداً على استشهاد أحد أبناء محافظتى أثناء الحرب، إذ قامت مدفعية العدو بإطلاق دانة، فسقطت عليه مما أدى لاستشهاده فى الحال، ومن المواقف الصعبة أيضاً التى لا أستطيع نسيانها فى حرب أكتوبر، هى إصابة عقيد قائد اللواء 21 مدرع ما أدى لبتر قدميه، وذلك بعد هجوم القوات الإسرائيلية أثناء ثغرة الدفرسوار.
وأضاف قائلاً: 'رتبتى وقت الحرب جعلتني أشهد كثير من المواقف التى حدثت وقتها، وأفضل هذه المواقف على الإطلاق هى تواصل الرئيس السادات مع الفريق سعد الشاذلي بخصوص ثغرة الدفرسوار من خلال الدبابة التى كنت أعمل حكمداراً لها، وهذا الموقف لا أستطيع نسيانه، وأشعر بالفخر بسببه'.
٩ سنوات ونصف
وقال الرقيب المجند بحرب أكتوبر: 'لقد كانت مدة خدمتي بالجيش المصرى 9 سنوات ونصف، إذ حضرت حرب 67، وحرب الاستنزاف، وحرب عام 1973، وأنا الوحيد الذي كان لدى جهاز لاسلكى خطى قادر على التواصل مع أى هاتف على مستوى الجمهورية، وكان العديد من الجنود يأتون عندى بالدبابة ويطلبون التواصل مع عائلاتهم، إذ لم يكن هناك أي أحد فى الجيش الثالث الميداني بسيناء يمتلك هذا الجهاز غيرى'.
أشعر بالفخر فى ذكرى الحرب من كل عام
واختتم: عند عودتي بعد انتصارنا في الحرب استقبلنا الناس بحفاوة كبيرة، وفى ذكرى النصر من كل عام أتذكر كل تلك الأحداث التى عشتها، وأنا أحب أن أتحدث وأروى هذه القصص والحكايات لعائلتي والمقربين مني.