لم يشفع لمنطقة كوم الناضورة بالإسكندرية أنها مسجلة أثريًا فواجهت الإهمال، وعدم استغلالها على الطريقة الأمثل أفقدها طبيعتها وأهميتها التاريخية وتحتاج خطة تطوير خاصة بعد أنها مهددة بالسرقة لاسيما وأن المنطقة يحيط بها سور قصير وبوابة حديدية متهالكة وباتت مأوى للكلاب الضالة وعدم استغلالها لمنطقة أثرية لجذب السياحة لها.
تهالك البوابات الرئيسية لكوم الناضورة الأثرية
وتعود منطقة كوم الناضورة الأثرية إلى القرن الثاني الهجري مروراً بالعصر الفاطمي حيث أنشيء فيها أول برج لمراقبة السفن على البحر المتوسط وكانت محط اهتمام محمد علي باشا وافتتح بها أول مرصد لدراسة علوم الفلك وأقام نابليون بونابرت بها طابية حربية والمنطقة تحتاج للتطوير لتكون مزاراً سياحياً عالميا.
قال أحمد مصطفى الباحث في الشئون الأثرية، إن منطقة كوم الناضورة الأثرية ذات قيمة أثرية تاريخية كبيرة لكنها باتت منطقة غير مستغلة وبات إهمالها يفقدها جزءا من جمالها، مطالباً بضرورة استغلالهاً على الصعيدين الأثري والسياحي، فهي منطقة فريدة من نوعها لعدم وجود آثار مشابهة لهذا المكان على مر العصور.
محمد علي باشا أنشأ بها برج مراقبة للسفن
وأضاف مصطفى، أن منطقة كوم الناضورة تضم أهم قاعدة بحرية فى شرق حوض البحر المتوسط على الصعيدين الحربى والإقتصادى وكانت مكان المراقبة للبحر في ذلك الوقت لوصول السفن الحربية والتجارية الي الاسكندرية ومرصد فلكي، وطالب بتنفيذ حملات توعية لأهالي المنطقة وشرح لهم كيفية التعامل مع استقبال الأفواج السياحية لتكون مزارا سياحيا بعد توفير الخدمات بالمنطقة من بوابات مؤمنه وتزويدها بكاميرات مراقبة بعد تدهور السور القديم والبناء العشوائي بالمنطقة.
إنشاء كوم الناضورة العام الثاني الهجري
وأشار محمد عبد الحميد، أحد سكان منطقة اللبان، إلى أن منطقة كوم الناضورة أصبحت مأوي للكلاب الضالة ليلا تتجمع وتدخل إلى المنطقة من أسفل البوابة الحديدية أو من أعلى السور.
وأوضح تامر عبد الحميد، مهندس وأحد سكان منطقة الباب الأخضر، أن حال الأشجار داخل منطقة كوم الناضورة، يزداد سوءا يوما بعد يوم وأصيبت بالجفاف وتحولت أفرعها إلى خشب أصفر.
من جانبه قال مصدر بوزارة الآثار، إن منطقة كوم الناضورة الأثرية ذات قيمة تاريخية كبرى لما تضمه من أماكن أثرية، مشيراً إلى أنها عُرفت باسم كوم الناضورة نسبة إلى عبد الرحمن بن وعلة المصري السيني التابعي الجليل صاحب ابن عباس الصحابي الشهير، وهو أول من دفن بها فنسبت المقبرة إليه وكان ذلك في نهاية القرن الثاني الهجري ودفن بها الحافظ السلفي، وفي العصر الفاطمي تم بناء برج مراقبة ورصد حركة السفن في الميناء الغربي 'ميناء الإسكندرية البحري حاليا'، وظل هذا البرج محل عناية واهتمام الخلفاء والسلاطين بعد ذلك لمكانة المنطقة.
وأضاف المصدر، في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أنه في نهاية الحملة الفرنسية أمر نابليون بونابرت بإنشاء طابية داخل منطقة كوم الناضورة عرفت باسم طابية كافاريللي نسبة الى أحد مهندسي الجيش الفرنسي كان توفي في حصار عكا في شهر أبريل 1799 م وفي عهد محمد علي باشا تم إنشاء صهريج للمياه وفي عام 1876 م كما تم إنشاء مرصد صغير لدراسة العلوم الفلكية لبداية ونهاية الشهور الهجرية و في عام 1926 م تم بناء برج جديد للمنطقة على أنقاض البرج الفاطمي القديم بارتفاع 24,5 مترا به ثلاثة مستويات يفتح في جدران البرج نوافذ معقودة ومن الداخل نجمة بارزة وكل ضلع من الشرفة مقسم زخرفيا عبارة عن طبق نجمي مفرغ من أعلى البرج يمكن مشاهدة معالم محافظة الاسكندرية.
كوم الناضورة
وكشف أن منطقة كوم الناضورة الأثرية مسجلة بقرار 2375 لسنة 1996 وقرار مجلس الوزراء رقم 963 لسنة 2013، وهي عبارة عن تل ترابي تراكمي على مساحة 6 أفدنة وكان بها برج للإشارة وثكنة حربية للمأمور المصري وثكنة للمأمور الانجليزي وحجرات للمرصد الفلكي وطابية كافاريللي، والبرج به ثلاثة مستويات لمشاهدة معالم الإسكندرية.
كوم الناضورة
وأكد أن منطقة كوم الناضورة الأثرية تحتاج إلى مزيد من التأمين تحتم ضرورة توفير منظومة أمنية من بتقنية تكنولوجية حديثة تعتمد على وجود منظومة كاميرات لحمايتها من السرقة فضلاً عن تطوير الأسوار المحيطة بالمنطقة وتغيير البوابة الحديدية الرئيسية لأنها متهالكة وتدهور السلم الرئيسي للبرج، لافتاً إلى أنه أرسل مخاطبات سابقة للمحافظة بشأن ترميم السلم الرخامي الرئيسي المؤدى للبرج دون جدوى.