تراجعت زراعة محصول قصب السكر في محافظة المنيا بعدد من المناطق التي اعتادت على زراعته منذ سنوات طويلة؛ نظرًا لعدة أزمات يعاني منها مزارعي محصول القصب، وقرر البعض حصاد المحصول قبل أوانه وترك زراعة قصب السكر والاتجاه لزراعة محاصيل أخرى.
قال عادل محمود، إنني ازرع القصب في المنطقة الشرقية بقرية السنبلاوين التابعة لمركز أبو قرقاص جنوب محافظة المنيا، لافتا إلى أن المحصول مش بيجيب همه؛ نظرا لما ينفق على المحصول، موضحا أن حصاد المحصول يحتاج لعدد كبير من العمال.
وأضاف،محمود أن محصول قصب السكر يبقى في الأرض الزراعية لمدة 14 شهرا وفي الوقت الحالي الأفضل منه زراعة بنجر السكر ومحاصيل أخرى.
من جانبه، وأوضح محمود فولي قائلاً: 'إننا نزرع محصول قصب السكر منذ أكثر من 70 عاما، موضحا أن محصول القصب كان يربح في السابق، حينما كان ثمن الطن 4 جنيهات أفضل من الوقت الحالي الذي بلغ فيه سعر الطن 700 جنيه وارتفعت تكاليف زراعته وحصاده ونقله بالجرارات إلى مصانع السكر.
واستكمل، أننا قررنا حصد المحصول بدري عن موعد حصاده، لكونه لم يأت بهمه، ويحتاج لعمالة كثيرة للمساعدة في إزالة حشائش الزعزوع من القصب التي كان يقبل عليها أصحاب الماشية في السابق لتقديمها وجبة للماشية، لكن الآن لم يقبل أحد للحصول عليها فنلجأ للعمال باليومية تقوم بإزالة حشائش الزعزوع.
وأوضح فولي أن الفدان يصل لـ40 طن قصب، مضيفًا بالقول: 'إننا قمنا بحصاد المحصول السابق وأوردناه لمصنع السكر، والعام الحالي قمنا بحصاد المحصول مبكرا وبيعه للعصارات؛ تمهيدا لزراعة محصول آخر مكان محصول قصب السكر، ويقع على عاتقي أنفق 15 ألف جنيه للفدان الواحد'.
وأضاف، أننا نواجه أزمة في توافر الأسمدة الزراعية، حيث نحصل عليها من السوق السوداء بعد أن وصل سعر الشيكارة إلى 50 كيلو بـ450 جنيها بالسوق السوداء، وحينما نتوجه للجمعيات الزراعية يفيدنا مسئولي الجمعية أنه لا يوجد أسمدة، مشيرًا لم نتوجه للزراعة ونقدم شكوى، قائلاً: 'الشكوى لله وحده'.
واختتم بأن لم يعد هناك اهتمامًا من قبل الدولة وجمعيات المحاصيل السكرية كالسابق، حيث كانت في السابق تستمع لمطالبنا وتقيم لنا الحفلات وأصبح الآن لا يوجد تشجيع زراعة القصب، موجهًا رسالة إلى وزير الزراعة، قائلا: 'لابد من مساعد الفلاح على زراعة محصول قصب السكر'.
وأكد فولي، على أن من أهم المشاكل التي تواجه مزارعي محصول القصب هى المصروفات الكثيرة التي يواجهها المزارعين في محصول قصب السكر، مضيفًا أن هناك تقصيرًا في الأسمدة الزراعية، فضلا عن سوء جودة المياه والدودة الدوارة التي تتسبب في دمار المحصول.
وأوضح، أن نسبة زراعة محصول قصب السكر تراجعت كثيرا عن السنوات الماضية بسبب أزمات المحصول تارة ولوجود محاصيل بديلة أقل وقتا في الزراعة كمحصول بنجر السكر تارة أخرى.
ووجه رسالته إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الزراعة والري، قائلا: 'إننا نحتاج إلى دعم الفلاح المصري من قبل الدولة للتشجيع على زراعة المحصول'، موضحا أن المحصول يعاني من تراجع كبير، خاصة بعدما أن كان الفدان يحصد 60 أو 50 طن أصبح الفدان يحصد 40 طن فقط، ونحتاج مهندسين زراعيين لمتابعة المحصول مثلما كان يحدث في السابق، ورفع سعر طن القصب بما يتناسب مع ما ينفق عليه.