اعلان

"أنا قلبي بيشوف".. حكاية "ميرفت عاشور" تضيء عتمة الآخرين بعد فقدها البصر

أنا قلبي بيشوف"..حكاية "ميرفت عاشور" أخصائية نفسية تضئ عتمة الآخرين بعد فقدها البصر في نصف عمرها الثاني

ميرفت عاشور
ميرفت عاشور

قد يفقد إنسانا نعمة البصر، لكن يعوضه الله بالبصيرة، ويمنحه قلبا مبصرا، وقال الله عز وجل عن هؤلاء 'إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور'، أي أن العمى عمى القلوب، والمبصرين بقلوبهم هؤلاء من ميزهم الله وأخصهم بهذه النعمة، وتعد 'ميرفت عاشور' مثالا حي لمن من الله عليهم بالصيرة.

ميرفت عاشور صاحبة البصيرة:

ميرفت عاشور

شابة ثلاثينية وأروع قصة لنور القلوب:

إنها الشابة إبنة مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، في منتصف الثلاثينات من العمر، تعرضت لحادث عجيب، لكنها واصلت السير بخطى الواثق بالله لتكسر حواجز الصعاب وتحطم المستحيل، لم تبكي حظها الأليم بعد فقد حبيبتيها، لكنها استعانت بالله ووجدت لها مكانة عظيمة بين المكافحين والمتغلبين على الصعاب.

ميرفت

حكاية ميرفت منذ 17 عام:

تقول ميرفت،: 'منذ نحو أكثر من ١٧ عام وكنت ما زلت منتهية من دراسة الصف الأول الثانوي، وفي اجازة الصيف استيقظت بلا ألم أو كدر'، لافتة إلى فقدانها البصر تدريجيا وكأن النور حولها ينسحب بهدوء، إلى أن تعتمت الرؤية تماما، معلقة: 'شعور غريب وكنت فاهمة إن حد بيعمل مقلب فيا'.

محنة وسطها منحة ورحمة:

وتتابع: 'ذهبت مسرعة نحو أمي اصطدم بالأشياء من حولي، أخبرها أنني لم أرَ إلا ظلاما، وأخذت أصرخ وأبكي في حالة دهشة واستنكار لما أمر به، معلقة: 'كانوا بيضحكوا فاهمين إني بهزر لحد ما اتأكدوا إني فقدت البصر، ومن هنا بدأت الرحلة، والتحقت بمدرسة داخلي للمكفوفين، وبدأت الصعاب والتحديات'.

ميرفت

صعوبات وتحديات وكفاح ونجاح:

لم تمر عليها الأيام سهلة إذ تحولت حياتها من نور إلى عتمة وإلى مصير مجهول اصطدمت به، لكن الإيمان والسكينة اللذان نزلا بقلبها هدأ من روعها وكانت يد الله تربت على قلبها، فتقول: 'كان كل حلمي أكمل تعليمي رغم الصعوبة وتفكيري كيف أستطيع فعل ذلك، لافتة إلى مواصلة التعليم في الثانوية العامة وظلت تتعلم خلال عامين في المدرسة واستطاعت تعلم طريقة برايل للمكفوفين'.

مشوار الصعاب والتحدي يكلله التوفيق والسداد من الله:

توضح ميرفت،: 'مرت السنتين بكل الصعاب وخلالهم تلقنت دروسا وتعليما كثيرا، والتحقت بكلية الأداب قسم علم النفس جامعة الزقازيق ومن هنا اعتادت الاعتماد على ذاتي، لافتة إلى حصولها على دراسات عليا خاصة بالتخاطب في كلية التربية جامعة الزقازيق، فضلا عن التحاقها بالعمل كأخصائية نفسية في أحد المدارس الحكومية.

تعليم الاطفال ومساعدة المحتاجين من ذوي القدرات الخاصة
وتشير ميرفت، إلى أنها أخذت على عاتقها تعليم الأطفال المكفوفين طريقة برايل، وكذلك تحفيظهم القرءان الكريم، فضلا عن مساعدة الأطفال الذين لديهم تعثر في النطق، فهي أبدا لم تود أن ترى محتاجا لمساعدة وتتغافل عنه، فبقدر المستطاع تمد يد العون لمن في حاجة لذلك، معلقة: 'بساعد في المدرسة من خلال عملي وأيضا أستقبل الأطفال في منزلي لدعمهم'.

ميرفت عاشور

ميرفت: أعتمد على نفسي ولا أحب أن أثقل أحد:

وتؤكد 'ميرفت'، أنها لديها القدرة على الاعتماد على نفسها، إذ تستطيع الطهي بمفردها وعمل وجبات لا تقوى عليها 'ست البيت الشاطرة'، فتقول 'بعمل محشي وصواني وعصائر وأحلى قهوة بوش، وعملت قناة على اليوتيوب للطبخ، وأود أن أعد برنامجا أيضا للطبخ'، مؤكدة على أنها مستعدة لدعم المكفوفين في الاعتماد على نفسهم وأنهم يستطيعون عمل كل شيء دون الخوف.

مشاركة في المجتمع المدني والسياسة:

كما وترشحت للانتخابات المحلية في السابق، وتساهم في المجتمع المدني بشكل قوي، وتؤكد على أنها تود أن تترشح في الانتخابات المحلية ليكون لها الحق على المطالبة بحقوق ذوي القدرات الخاصة من كل الفئات وان يكون لها القدرة على دعمهم بشكل أقوى، مختتمة لأهل مصر أنها تود دعم برنامج طهي لها على التليفزيون.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً