'كان حلمي منذ صغري أن أمد يدي لمساعدة الناس، وأعمل على إسعادهم، وكان ذلك دافع ومصدر طمأنينة لي، وليس لهم فقط، وكنت أحاول أن أساعد الناس بأبسط الإمكانيات بزيارة أو بكلمة طيبة أو بتخفيف عنهم ألامهم'.. بهذه الكلمات بدأ عبد الرحمن الروبيجي، 29 عاما، الحاصل على بكالوريوس تجارة، يروي قصته لـ'أهل مصر'.
قائلا: 'منذ صغري كنت أرى والدتي ووالدي ووجدتي يقومون بمساعدة الناس، وكانوا حرصين على ذلك باستمرار، ويحثونني عليه، فكانت والدتي تعطيني أي مبلغ مالي تملكه، وتقول لي ساعد به من يستحق المساعدة، وكذلك جدتي ووالدي، فأنا ورثت حب الخير أبا عن جد'.
وفاة يوسف كانت سببا لظهور فريق الابطال
وأضاف عبد الرحمن،: 'بعد تخرجي من الجامعة، بدأت أزور الأطفال في مستشفيات السرطان، وأدركت الأثر الناتج عن زيارتهم لي، قبل أن تكون لهم وكان من هذه الأطفال طفل إسمه (يوسف)، كان أقرب أصدقائي، وأكترهم تعلقا بي، وكان حلمه أن يزور أماكن في القاهرة، لأنه كان من السويس وأن حلمه فقط هو الخروج للتنزه مثل أي طفل، وللأسف حالته تدهورت وتوفى يوسف فشعرت بحزن عميق عليه، ومن هنا جاءت لي فكرة تأسيس فريق الأبطال'.
اطفال هزموا السرطان
وتابع عبد الرحمن، أن فريق الأبطال، كان هدفه في البداية مساعدة أطفال 'الكانسر'، مثل يوسف، الذين كانوا يتمنوا الخروج من أجواء المستشفيات والكيماوي، ولذلك قررت أفرحهم فقمت بعمل (إيفنتات)، وحفلات أعياد ميلادهم خارج المستشفى بأقل الإمكانيات، وبعد فترة قررت ألا أكون بمفردي، وبدأت أضم لفريقي أطفال من مختلف الفئات ممن نجحوا في مجالات مختلفة وهزموا السرطان.
وتابع: 'قمت بعمل حفلات دمج بين الأطفال العاديين، وأطفال الكانسر، وعملت أول حفل photo Session، يضم أطفال مودلز، وأبطال الكانسر، وأطفال عاديين حتى يدركوا أنهم يستطيعوا أن يحققوا كل رغباتهم ويستطيعون بالإرادة والعزيمة أن يهزموا السرطان.
تنشئة جيل قوي
واستطرد عبد الرحمن، قمت بعمل 'إفينت'، في الكشافة البحرية بالجيزة، ورش فنية، مثل: (ورشة عمل ميدليات من الخيط / ورشة للخط العربي / ورشة رسم على القماش / ورشة عمل كتاكيت من الخيط / ورشة رسم على الوشوش)، بالإشتراك مع الجمعية خريجي جوالة جامعة تجارة عين شمس،
وجمعت في فريقي أبطال جمهورية في مختلف الرياضات، وخاصة ألعاب القوى لتشجيع محاربي السرطان.
هدفنا واحد هو الخير
واختتم عبد الرحمن، أنه قمنا بعمل ندوات تثقيفية فيها علماء من الأزهر الشريف، وكان الغرض من ذلك تنشئة جيل قوي وحمايته من الفتن الأخلاقية
وفي شهر رمضان، من العام الماضي، قمنا بعمل حفلات إفطار جماعي وأمسيات غرضها تجميع أفراد الفريق في الخير؛ حتى نكون مصدر ثقة لجميع ويكون هدفنا واحد وهو 'الخير'، و كان دائما هدفي الأسمي والأكبر أن نكون فريقا متكاملا فيه أبطال من جميع المجالات، ويكون هدفنا واحد أننا نصل بهم إلى بر الأمان.
والدة عبد الرحمن: إبني الوحيد زرعت فيه حب الخير
من جانبها قالت ماجدة مصطفى السيدة، التي تبلغ من العمر 68 عاما، والدة عبد الرحمن،: 'الحمد لله قمت بتربية إبني الوحيد وزرعت فيه حب الخير، فقد توفى والده منذ 15 عاما، وتركه طفل صغير، فكان لا بد وأن أغرس فيه حب الخير منذ الصغر، وبالفعل قمت بعمل ذلك أنا وجدته إلى أنه أصبح عبد الرحمن، شابا أتباهى به وبأخلاقه، بذرة الخير، امتدت من الأب والجدة والأم إلى الإبن'.
من تربى على شيء شاب عليه
واختتمت الأم،: 'أدعوا دائما الله سبحانه وتعالى، أن يحفظه ويبعد عنه كل شر، لأنه أصبح سندي الوحيد خاصة وأنني سيدة مسنة، وهو يلبي لي جميع متطلباتي ومتطلبات المنزل، وأتمنى أن يحذوا بحذوه كل الشباب حتى يكون هناك مشاركة مجتمعية، وحب وتآلف وتعاطف بين جميع فئات المجتمع ونصيحتي لجميع الأمهات أن يقمن بتربية أبنائهن، وحثهن على حب الخير فمن تربى على شيء شاب عليه'.