لم تجمعهما صلة الأخوة فقط بل سارا معا على طريق الإنشاد والابتهال الديني وتلاوة القرآن، بدأ مشوار «عمار« و«سيف» في سن مبكرة، بدعم الوالد الذي ورثا عنه الصوت المُطرِب، وتفوقا عليه، بتركهما بصمة كانت أكبر كثيرا من سنوات عمرهما.
عمار وسيف: بدأنا صغارا
وسلك «عمّار» 13 عاما الآن، طريق الابتهالات والإنشاد الديني، وخطى خطاه «سيف» شقيقه الأصغر 11 عاما، ليصبحا نجمين يلمعان في سماء مدح النبي وآله وتلاوة القرآن الكريم، ويقول عمار: 'بدأنا صغارا وكان عمرنا 5 سنوات'.
طلاب علم وأسرة طيبة
لم تمنع الدراسة وطلب العلم عمار وسيف من اتباع خطى حلم الإنشاد والتلاوة، فـ عمار طالب بمعهد حلوان الإعدادي الأزهري، بينما سيف في الصف الخامس الابتدائي بمدرسة محمد فريد سرحان بحلوان.
وأكد عمار أن والدهما صوته مميز وطرِب، لكنه لم يسلك طريق الإنشاد مثلهما، قائلاً: 'بابا وماما ركزوا معانا في الإنشاد والابتهال بعد ما اكتشفوا موهبتنا'.
البداية من المسجد
يضيف عمار: 'بدايتنا كانت من المسجد وقبل الالتحاق بصفوف التعليم بالمدارس، وكنا نقرأ القرآن ونتدرب على الإنشاد في سن صغيرة'.
وعن تحول الأمر من مجرد الهواية إلى التردد على الحفلات الخاصة بختم القرآن والإنشاد وتلاوة القرآن، قال عماد: 'اتعرفنا من صغرنا، وبنلاقي محبة وتقدير من الناس، ودا سبب سعادة لنا'.
الأسرة ومراحل نمو الموهبة لدى عمار وسيف:
ينسب عمار الفضل لوالديه في ما أصبح عليه الآن، فقد أكد على اعتنائه به وأخيه منذ صغرهما واستثمارهما في موهبتهما، فضلا عن اهتمام كل أفراد العائلة التي دفعتهما إلى الأمام.
وأشار إلى أنه وشقيقه اشتركا في مدرسة الشيخ 'محمود التهامي' للإنشاد الديني، لثقل موهبتهما، مضيفا أنهما تلقيا تعليمهما على يد الشيوخ طه الإسكندراني، ومصطفى النجدي ومحمود التهامي، الذي يشاركانه حفلات عديدة.
قدوتهم الرسول وحب آل البيت:
يشير عمار إلى اقتدائه في الحياة بالرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، انطلقا من رغبته في إعلاء ذكر اسمه ومدحه والتغني في صفاته، وقال: معلقا: 'نفسي نلف العالم كله ونذكر اسم نبينا وننشر سماحة الإسلام من خلال مجالنا في الإنشاد وتلاوة القرآن'.
وقال أيضا أنه شارك في مسابقة 'مداح الرسول' الدولية إلا أنه خرج من المرحلة الأخيرة.
كما لفت إلى قائمة من المبتهلين العمالقة الذين يُطرب عن سماعهم مثل النقشبندي، نصر الدين طوبار، طه الفشني ومحمد عمران.
النظام أساس نجاحهما:
ويشير عمار إلى حرصه وشقيقه على تنظيم الوقت بمساعدة والدايهما، ما ساعدهما على التفوق دراسيا، فها دائما الحرص على استذكار دروسهما والتوفيق بين وقت المذاكرة والدراسة والإنشاد، فضلا عن ممارستهما هوايتيهما الاضافيتين هما كرة القدم والسباحة، معلقا: 'الحمد لله بنطلع من الأوائل لكل شئ وقت ومساحة نخصصهما ليأخذ كل شئ حقه'.
الإنشاد ليس الهواية الوحيدة
شارك الشقيقان اللذان يهويان السباحة وكرة القدم في مسابقات عدة منها محلية وأخرى دولية، وحصدا العديد من الجوائز، وفي مجال الإنشاد، شاركا في عدد من الحفلات منها فرقة قصر ثقافة الفيوم ومع الشيخ محمود التهامي.
كما كانت لهما حفلات خاصة بهما، معلقا: 'لنا مريدين ومحبين وشاركنا في حفلات وأمسيات وأفراح كثيرة، وأكثر ما يسعدني حب الناس'.
السعي أول خطوات النجاح
يسعى عمار جاهدا إلى تحقيق حلمه في مجال الإنشاد الديني، فهو وشقيقه الأصغر سيف، دائما التدريب، فضلا عن سعيهما الدؤوب في الدراسة، لتحقيق رغبتهما في التفوق لكي يكونا طبيبين ماهرين، ليجمعا بين ألقاب القارئ والمبتهل والطبيب.
تكريم الأزهر ليس الأخير
وأشار عماء إلى تكريمه الأخير من الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، لمشاركته الفعالة في احتفالات الأزهر وافتتاح المتحف الحربي بالقلعة، مضيفا: 'ان شاء الله قريبا سأنشد في الشارقة بالإمارات'.