يُعد مسجد عبد الرحمن بن هرمز أحد أهم المساجد في الإسكندرية، لأهمية الشخصية التي يحمل اسمها ودفنت به، وهو «عبد الرحمن بن هرمز» الذي تتلمذ على يد عدد كبير من الصحابة الذين أدركهم.
بن هرمز أحد التابعين للصحابة وكاتب المصاحف
يقع مسجد عبد الرحمن بن هرمز في منطقة رأس التين في الجمرك بـمحافظة الإسكندرية، ويعتبر من المساجد المعلقة، وأُنشئ في عهد محمد على باشا منذ 174 عاما.
ويوقل الشيخ جابر قاسم، وكيل الأضرحة في الإسكندرية، أن الاسم الكامل هو 'عبد الرحمن بن هرمز بن كيسان الأعرج مولى محمد بن ربيعة'، وكنيته أبو داود، وينتمي إلى الطبقة الثانية من التابعين.
وتتلمذ 'بن هرمز' على يد عدد كبير من الصحابة الذين أدركهم، وكان من بينهم أبي هريرة، حيث روى عن عبد الله بن مالك عبد الرحمن بن القاري، وأبي سعيد الخدري، وغيرهم من رواة الأحاديث النبوية الشريفة، كما رُوي عنه العشرات من رواة الحديث وقام بكتابة المصاحف.
وأضاف ' قاسم' لـ «أهل مصر»، أن عبد الرحمن بن هرمز ولد في المدينة المنورة، وأدرك بعض الصحابة في المدينة، كما حفظ القرآن، وعرضه على أبي هريرة، وسافر في آخر عمره إلى مصر، ومات مرابطًا بالإسكندرية سنة 117 ه، 735م وقد جاوز عمره الثمانين عام.
وكان يعاني من العرج، لذلك أشتهر بالأعرج وهو أحد كبار المحدثين، وكبار علماء الحديث واللغة العربية، حيث نقل الأحاديث مباشرة من أبي هريرة، وتتلمذ على يديه الإمام مالك.
وأوضح الشريف محمد سلطان أحد أبناء الطريقة القادرية الصوفية، أن هناك روايات عديدة حول المسجد، فيقال إن الشيخ محمد البنا وهو أحد الشيوخ الصالحين، رأى في رؤية أن الشيخ عبد الرحمن بن هرمز يلومه، ويقول له 'كيف تمر بقبري ولا تحييني فقال له من أنت؟ فقال له أنا عبد الرحمن بن هرمز'، فعرف أن هذا المكان دفن فيه 'بن هرمز'.
وأشار سلطان إلى أن أحد أعيان الإسكندرية في تلك الفترة، وهو الحاج درويش أبو سن أنشأ المسجد، فوق مقام 'بن هرمز' عام 1848م، وهو المكان الذي شاهد البنا الرؤية فيه، وعندما توفي 'أبو سن' دفن بجوار عبد الرحمن بن هرمز، وقام نجل شقيق أبو سن بعمل وقف على المسجد بمنزل كامل وأصبح ريع المنزل ينفق على احتياجات المسجد.
وأكد سلطان أن عبد الرحمن بن هرمز دفن في الإسكندرية، وكان هناك شكوكا حول المكان، لافتًا إنه عندما بحث الأثريين في ذلك المكان وجدوا شواهد قبور، ويرجع ذلك لأن المنطقة تابعة لمنطقة المقابر حتى أن الشيخ درويش أبو سن أوصى أن يدفن فيه بجوار ضريح الشيخ عبد الرحمن بن هرمز .
المسجد من الداخل
وقال مصدر بوزارة الآثار، إن مسجد عبد الرحمن بن هرمز من المساجد التراثية، وما زال المسجد يحتفظ بالأعمدة الرخامية الأصلية، الشكل المعماري، مزيج من التأثيرات المغربية والأندلسية، ويرجع ذلك بأن درويش أبو سن الذي أنشأ المسجد بالرخام المغربي .
وأوضح المصدر، في تصريحات خاصة لـ «أهل مصر»، أن المسجد يتكون من مساحة مستطيلة مغطاة السقف يقسمها ثلاثة صفوف من الأعمدة إلى أربعة أروقة، ويتكون كل صف من عمودين يعلوهما عقود مدببة ويتوسط المسجد، منور صغير مربع، وفوق الرواق الرابع صندرة متسعة للسيدات، ويعلو المحراب لوحة حجرية نقش عليها النص التالي 'ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون، بنى هذا صاحب الخيرات الحاج درويش أبي سن سنة 1256 هـ'، وإلى يسار المحراب في الركن الجنوبي حجرة بها ضريح الشيخ عبد الرحمن بن هرمز تعلوه مقصورة خشبية، وإلى جانبه ضريح رخامي بسيط مدفون به مؤسس المسجد 'درويش أبو سن'.