قبل 28 عاماً، كانت «أزهار» طفلة تلهو وسط إخوتها وجيرانها الصغار، بإحدى قرى مركز القرنة بمحافظة الأقصر، غير أنها وعلى عكس هيئتها الأنثوية، كانت أكثر ميلا لمشاركة الفتيان لعب كرة القدم، ويوما بعد يوم بدأ يخالجها شعور بالميل الفطري نحو الإناث، على عكس قريناتها من الفتيات.
كبرت «أزهار» ووصلت مرحلة المراهقة، ولم يدر بخلدها أن الأمر يتجاوز مجرد الشعور، وإنما بلغ حد الخلل في الهرومونات، وهو ما لم يتناهى إلى أذهان الأهل، الذين يعانون من ضيق ذات اليد، وظنوا أن الأمر مجرد «دلع عيال».
وعندما وصلت سن البلوغ وتأخر نزول الدورة الشهرية، اصطحبتها الأم لأطباء الوحدة الصحية، الذين قالوا إنه أمر يحدث مع كثير من الفتيات وأنه أمر وارد الحدوث، وأعطوها بعض الأدوية التي أدت إلى تضخم جسدها، واستمر تجاهل المشكلة، بفرض الحجاب، وسارعوا بتزويجها من رجل يبلغ من العمر 56 عامًا، حيث أنها لا تتحلي بالأنوثة كالأخريات، وخوفًا من عدم تقدم آخرين لها.
أثارت قضية «أزهار» فتاة الأقصر، والتي اكتشفت ذكوريتها عقب زواجها، ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب استغاثة الشاب لإنقاذه مما يعانيه من اضراب بالهوية الجنسية.
واختلفت آراء رواد السوشيال ميديا عقب انتشار الواقعة، بين مؤيد ومعارض، حيث طالبت الحالة بتغيير اسمه في بطاقة الرقم القومي، من أزهار إلى محمد، وجنسه من أنثى إلى ذكر، بجانب إجراء عمليات جراحية لاستكمال مراحل تعديله إلى ذكر، عقب بلوغه من العمر 28 عامًا، وتغيبه فى جسد أنثى.
و حصلت «أهل مصر»، على صور ضوئية من تقارير طبية للحالة، صادرة من مستشفى أسيوط الجامعي، بتاريخ 15 أبريل عام 2019، لمخاطبة السجل المدني، بمساعدة أزهار في عمل بطاقة شخصية لذكر.
ونص الخطاب على: أنه بتوقيع الكشف الطبي على المريض، تبين أنه يعاني من تضخم في الثديين عند ذكر عدد كروموسومي 'xy 46 '، ويعاني من اضطراب بالهوية الجنسية، وتم عمل استئصال لتضخم بالثديين، واعادة بناء ثدي ذكوري، ويرجى مساعدته لعمل بطاقة شخصية ذكر'.
ورصدت «أهل مصر» تقريرا آخر، بتاريخ 3 يوليو من العام نفسه، لخاطبة القومسيون الطبي، نص على: 'تم عمل تطويل لقناة مجرى البول كمرحلة أولى لكي يتمكن من التبول واقفًا مثل الذكور، وتتبع هذه العملية بعمليات أخرى، إلا أنه الآن يعتبر ذكر، حيث أنه ' 46 xy ' أي ذكر.
وأوضح مصدر طبي، أن مثل تلك الحالات، عندما تولد تكن مختلطة الجنس، إلا أنه بعد مرحلة البلوغ يتم تحديد عملية التعديل وليس تحويلًا أو تغييرًا، بناءً على رغبة الحالة وميولها الجنسي والنفسي سواءً لذكر أم لأنثى.