في مدخل قرية بنايوس التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، يقف 'مصطفى' البالغ من العمر 46 عامًا، لبيع عصير القصب لأهالي بلدته، مستخدما معصرة يدوية، كانت إرثه من والده الراحل منذ أكثر من عقد من الزمن.
يقول مصطفى، الحاصل على دبلوم صنايع قسم خراطة في التسعينات، في حديثه لـ'أهل مصر' إنه ظل محافظا على إرثه من والده، وهي معصرة قصب يدوية، لافتا إلى أن والده كان ينفق عليه وأسرته بالكامل منها قديما.
وأضاف مصطفى: 'كنت وأنا طفل أساعد والدي حتى عندما صرت شابا، وكنت برفقته فقد كان يلاقي مشقة كبيرة في عملها، خاصة أنه يستيقظ منذ الصباح الباكر للعمل على المعصرة في الشارع ثم يعود في آخر النهار، معلقا: 'المعصرة كانت عايزة مجهود لأنها بتشتغل يدوي'.
ويضيف: 'والدي توفى وورثت عنه المعصرة، وظللت أتابع عملي عليها وفتحت من الرزق العائد منها بيت حيث تزوجت وأنجبت ولدا وبنتا، لافتا إلى أنه ما زال يعمل عليها منذ أكثر من عشرين عام، معلقا: 'حاولت كتير أشتغل شغل غير المعصرة، لكن كأن ربنا مختارلي عصير القصب يكون باب رزق لي'، حسب قوله.
ويوضح 'مصطفى': 'المعصرة قديمة من أيام والدي وتشتغل يدوي، لافتا إلى أنه أضاف تعديلات عليها خاصة بعدما تقدم في العمر مستغلا دراسته في الخراطة، بأن أضاف لها 'مشغل' يريحه من المجهود البدني فظلت يدوية لكن تعمل كالمعصرة الآلية، معلقا: 'المعصرة اليدوي طعم العصير فيها له مذاق مختلف، وبكل الأطعمة بإضافة ليمون، نعناع وممكن برتقال وثلج أيضا'.
ويختتم مصطفى حديثه لـ'أهل مصر' بأنه رغم تغير الزمن والتطور الذي يشهده العالم الا أنه ما زال متمسكا بالمعصرة اليدوية، لافتا إلى أنها لا تقل عن المعصرة الآلية في التكلفة، واليدوية تصنع 'عمولة'، وهي تتيح له تواجده وتجوله بالشارع، معلقا: 'بنصح أي حد عاوز يشتغل شغل خاص يعمل قصب بمعرفة مثلها وربنا هيبعتله رزقه'.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
