شق حسين إبراهيم، الشاب العشريني من قصار القامة، طريقه في التعليم الجامعي الأزهري، ليثبت ذاته محاولا تحقيق رغبته في أن يكون مدرسا بالجامعة، هذا بالإضافة إلى عمله في ورشة تصليح ردياتير السيارات، لجلب رزقه ومساهمته في مساعدة أسرته وتحقيق اكتفاء لنفسه.
هو 'حسين إبراهيم' البالغ من العمر نحو 22 عام، يقيم بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، شاءت له الأقدار أن يكون الوحيد بين أفراد أسرته بل وعائلته، أن يكون من قصار القامة، وعلى الرغم من ملاقاته معاناة كبيرة تحديدا في فترة طفولته، فضلا عن التنمر الذي عاناه، إلا أنه تغلب عليها واستكمل مسيرته، إلى أن وصل مرحلة التعليم الجامعي بالأزهر الشريف.
يقول 'حسين' أن والدته تفاجئت منذ صغره بأنه من قصار القامة، وذلك على الرغم من أن لا أحدا في أسرته وأقاربه قصير القامة، معلقا: 'والدي ووالدتي أولاد خالة، واعتبروني هدية من رب العالمين'.. حسب قوله، لافتا إلى خوف والدته عليه كونه من ذوي الهمم، متسائلة كيف يواجه الحياة عندما يخرج إلى الشارع والمدرسة'.
ويستكمل: 'كانت أصعب مرحلة في حياتي هي مرحلة التعليم الابتدائي، إذ لاقيت تنمرا كثيرا على قصر قامتي بين الأطفال، إلا أنني كنت محبوبا وكنت معروفا في منطقتي، معلقا: 'كنت بقابل التنمر بنفس راضية وبقول لوالدي ووالدتي أنا مش زعلان وانتوا كمان متزعلوش'.. حسب تعليقه.
ويضيف: 'كان لدي إصرار على التفوق والنجاح، ولم يكن أمامي سوى التفوق في دراستي، التي ألحقتني والدتي بها في الأزهر الشريف لتعلم القرآن وعلوم الفقه والشريعة، لافتا إلى سعيه الدؤوب إلى أن أصبح طالب في الفرقة الثانية بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف في الزقازيق'.
يعد 'حسين' هو الأخ المميز بين أشقائه الثلاثة فلديه شقيق وشقيقتان، يعتبرونه الأخ الحنون، ويردف حسين قائلا: 'بحب أخواتي وبحس أني مسؤول عنهم ولو أقدر أجيب لهم كل الدنيا مش هتأخر، لافتا إلى أنه يوفر من حصيلة أجره في عمله بضعة جنيهات ليهديها لوالدته وأشقائه'.
ويستطرد حسين قائلا: 'بدأت شغل في ورشة والدي لتصليح ردياتير السيارات منذ كنت في مرحلة التعليم الإعدادية، عندما أردت أن أساعد أسرتي في الدخل، معلقا: 'قلت أساعد والدي في ورشته وأجيب مصاريفي'، لافتا إلى أنه يواظب على دراسته ويأتي للورشة في أوقات فراغه ليكون صبي أسطى.
ويختتم 'حسين' في حديثه ل'أهل مصر': 'بحثت عن فرص عمل كثيرا لكن كنت دائما أقابل بالرفض وأنا على يقين لأني من قصار القامة يرفضوني، مشيرا إلى أمنيته في الحصول على وظيفة بجانب عمله في ورشة والده تغنيه وتكفي حاجته، مؤكدا على أنه يكافح ويجتهد في دراسته ليكون دكتور بجامعة الأزهر ويحقق أمنية والديه وأن يجد ثمرة جهده، ويسعد أسرته برفعة شأنه التي يحرص دائما على تحقيقها'.