اتخذ من الموسيقى خليلًا ومؤنسًا بعد فقدانه للبصر، واعتبرها لسان حاله للتعبير عما بداخله، ولم ييأس طوال ٧ سنوات كانت بداية الظلام فحولها هو بداية للأمل، وأطلق على نفسه 'محارب وسط الظلام'.
حمزة أبو سليمة، ابن بورسعيد، قاهر الظلام، روى لـ'أهل مصر' حكاية عدم استسلامه لليأس وعمله فى مجال البرمجة والكمبيوتر رغم إعاقته البصرية .
رحلة العلاج باءت بالفشل
يقول 'حمزة' البالغ من العمر ٢٦ عاما، والحاصل على ليسانس آداب قسم لغة عربية: أثناء تأدية امتحانات الصف الأول الثانوى فوجئت بأننى أنزع نظارة النظر من على عينى لأننى لا أرى بها وجلست فى حيرة من أمرى، وسألني مدير المدرسة وهو فى دهشة لماذا خلعت النظارة، فأخبرته بحقيقة الأمر، ومن هنا بدأت رحلتى مع العلاج التى فشلت نهائيا بقول طبيب لوالدى إنه لا أمل فى عودة البصر لى، وبدأت دخول الامتحانات بمرافق، وتحصيل دروسى بنظام صوتى.
الإصرار وعدم اليأس
وأضاف محارب الظلام: عندما نجحت فى الثانوية العامة كانت رغبتى الأولى الالتحاق بكلية التربية النوعية قسم الموسيقى، وبالفعل تقدمت للاختبارات ولكن تم رفضي، وحزنت كثيرا لأننى كنت أريد تطوير موهبتى بشكل أكاديمي.
و مع ذلك لم أيأس بل التحقت بكلية الآداب قسم اللغة العربية، والحمد لله استطعت أن أنهى دراستى الجامعية بنجاح.
كوميديا تحولت لحقيقة
وعن شغفه بالموسيقى يقول حمزة: خطرت لي فكرة كوميدية وهى أن أعمل فى مجال موسيقى المهرجانات، وتحول الكوميدى إلى حقيقة مع مرور الوقت، وبدأت أبحث وأقوم بتنزيل برامج معينه تساعدني، وأقوم بعمل مونتاج وتعلمت الكثير من على اليوتيوب،
ومنذ حوالى عامين استطعت عمل قناة على اليوتيوب أطلقت عليها 'صناع الفزع'، كما أنني أتخيل مشاهد معينة وأصممها بمشهد 'تمثيلى' على الكمبيوتر.
واختتم حمزة حديثه مؤكدا أن فقدان البصر ليس فقدانا للحياة ولا للأمل، بل أحيانا يكون هو الباعث للأمل، والحمد لله أن الإعاقة هى مصدر طاقة بالنسبة لى وأتمنى أن أحقق كل طموحي وأحلامي فى مجال الإلكترونيات، ويصبح لدى استديو كبير، كما أشكر والدتى ووالدى و شقيقتى على دعمهم الكبير لى ومساندتى باستمرار من أجل تحقيق أحلامى.
ومن جانبه قال الحاج 'رضا' والد حمزة: فخور بنجلي وسعيد بإصراره على النجاح، خاصة بعد المرحلة التى مر بها ورحلة كفاحه مع فقده للبصر، فقد عانى منذ أن كان عمره ٤ سنوات من ضعف البصر، وعندما أصبح شابا تم إجراء عمليتين جراحيتين له 'خلايا جذعية' ولكن للأسف باءتا بالفشل.
كلمات كالصاعقة
وعن الحزن الذى انتابه، بعد خطوات كثيرة في رحلة العلاج، يقول والد حمزة: كان أشدها مرارة بالنسبة لى عند سماعى قول الطبيب ما تتعبش نفسك يا حاج ابنك مش هايشوف تانى وما فيش أى أمل، حيث كانت كلماته كالصاعقة التى نزلت على، ولكن استمددت الأمل من ابنى حمزة صاحب الوجه البشوش، الذى فقد البصر ولكن لم يفقد الأمل والإصرار والتحدى، كما أن والدته وشقيقته أكثر الداعمين والمساندين له فى رحلة التحدى والإصرار.