قال الداعية الإسلامي الشيخ جابر البغدادي، إن هناك بعض الآفات والمعاكسات، تحدث وتقع على أسماع كل من يسير في الطريق إلى الله، من نقص بالمال، واختلافات فى البيت والعمل، وضيق فى النفوس.
وأضاف الشيخ جابر البغدادي، خلال أحد دروسه العلمية بمدينة بني سويف، إن الشيطان يبدأ بالعبث مع كل من يبدأ في السير بطريق الله تعالى، قائلا له: " منذ أن بدأت في الطريق إلى الله، وكثرت المعاكسات والمشكلات"، مشيرا إلى أن علاج ذلك عن طريق الله تعالى بالشئ البسيط، مستشهدا بقول للنبي ﷺ، أن إبليس قال لله تعالى في القرآن الكريم "لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ".
وأوضح أن ذلك علامة على أن المسلم عاد إلى الطريق الصحيح، مستدلا بقوله تعالى " وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا"، لافتا إلى أن هناك ثلاث مظاهر من مظاهر الضعف، وهى " الوهن، والضعف، والإستكانه".
وأشار إلى أن الاستكانة هي اللجوء والاعتماد على العمل، والضعف هو الكسل فى متابعة أهل الهمم والعمل الصالح، والوهن عدم القيام والقدرة، مبينا أن الله ﷻ ينفى عن أتباع النبيين، وينفى عن أتباع الصالحين، وينفى عن أتباع الهمم العليا، وأن يركنوا لما تهتف به فى اذنهم الشياطين، وذلك في قوله تعالى " وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ "، بمعنى أن هذا مع كل نبي، وهذة سنة الله مع أنبياء الله،
وتساءل ما حال من كان مع حضرة النبى ﷺ، وخاصة فى قول الله تعالى " فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" وهذا دليل على أنه كلما هممنا للعمل، كلما هممنا للذكر، كلما هممنا للأوراد، موضحا أن الشيطان يأتى إلى كل من يسير فى الطريق الى الله بجيش جرار ليصيب فى قلبك ما يصيب، مستشهدا بقول الله تعالى " وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ "، وذلك لأن الشيطان لن يذهب بهذا الجيش لمن هو فى بعيد عن الطريق، بل سيأتي بكل ما أوتي من جهد، وذلك كان الصحابة يقولون، رجعنا من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر، أى رجعوا من جهاد المشركين الى "الجهاد الأكبر" أى جهاد النفس والهوى والشيطان والدنيا وملاذتها ومتاعبها.
وطالب البغدادي جموع المسلمين مجددا بضرورة الانتباه جيدًا، وعدم الإنصات لهواتف الشياطين، مستشهدا بقول الله تعالى " وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ "رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ"، موضحا أن معنى ربيون أي ربانيون، أولياء صالحين وذلك لما جاء في قوله تعالى "فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، أى لم يوقفهم شيء، ولا يكثر الشكوى مع الحب صادقٌ، ولا يقهر الوسواس صدرًا فيه ود، ولا يكثر الشكوى مع الحب صادق، فليس مريدًا صادقًا من تسأله عن حاله ويشكو، و لا مادمت بين يديكم فالهوى مددى، والبسط حالي والأفراح طوع يدى، وانا الفقير إليكم والغني بكم من بعدكم لا يكن حرصى على أحد.
وأوضح أن المريد لا يُرى حزينا ولا مكتئبًا، وكيف لا وفى يده مسبحه ومذبحه، مسبحة يسبح بها فى أنوار الله، وذبحة يقطع بها اعناق اعداء الله من الشياطين، فلا يوجد مسبحٌ بحق يكتنفه حزن، وذلك في قوله تعالى " أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب"، ولو اجتمعت الدنيا فوق رأس السائر في طريق الله فيجب أن يقول " كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ " وايضا " إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ "، وذلك لأن من مع الله لا يخاف من "غدًا"، لأن "اليوم" و "أمس" و "غدًا" هو من فعل الله سبحانه وتعالى يدبر الأمر كله.
وتابع الشيخ جابر البغدادي كلامه قائلا: " لا تدبر لك أمرك فذوى التدبير هلكى، فوض الأمر إلينا فنحن أولى بك منك"، وأن المريد لا يهن ولا يعرف الوهن ولا يعرف الضعف ولا يعرف الاستكانة، مطالبا بضرورة تمسك المسلم بالهمة العالية، وعدم ترك الشيطان يخدعه، وذلك لأن قال لله تعالى فى القرآن الكريم " لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ".
وأضاف أنه لا يكثر الشكوى مع الحب الصادق، ولا يعرف الوسواس صدرًا به ود، والوسواس هذا على من!! على الله!!، وكما يتذكر الإنسان الله تعالى وهو يمدح سيدنا النبي ﷺ، وأن الإنسان ما بين الله ﷻ وحضرة الجناب الأعظم ﷺ، مشيرا إلى أن الله ربٌ لطيف، والمسلم عبد ضيف، ومحمدا نبي شريف، فكيف يضيع الضعيف بين لطيف وشريف.