قال الداعية الإسلامي الشيخ جابر البغدادي، إن لشهر رمضان فضلًا عظيمًا على حياة المسلمين، مما يعد شهر اغتنام للخير وليس شهر للمأكل والشراب، والعتق من النار من خلال 5 مواطن للتكريم من الله تعالى لعباده.
واستشهد الشيخ جابر البغدادي، خلال أحد دروسه برواية الترمذي رحمه الله، عن قول الرسول الكريم : إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ ".
وأضاف أن الله تكرم على خلقه فى 5 مواطن أماني فى أول ليلة رمضانية، وأول ما تكرم الله به علينا أنه أغلق عنك الشيطان، ألم يكن الشيطان هو السبب عندك فى عدم صلاتك!!، إن الله أبعده عندك، وإن الله يساعدك، إن الله يهديك وأنت تأبى!!.
وأشار " البغدادي"، إلى أن هناك نوعين من الهداية، النوع الأول هداية دلالة، والنوع الثاني هداية معونية، لافتا إلى أن هناك بعض الناس ينكرون أن سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم من أسمائه "الهادي" لان "الهادى" إسم الله، موضحًا أن الله تعالى قال للرسول "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ"، لكن الله ﷻ قال "وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ"، مؤكدا على أن الرسول يهدى هداية الدلالة وليس هداية المعونة، والتي تختص بالله تعالى عن طريق الإعانة، وأن يرسل اليك النبي، ويبعد عنك الشيطان.
وأضاف أن ثاني ما تكرم الله به علينا أنه أغلق باب النار، أي أنه يغلق جميع الأبواب والأسباب التي تتيسر لك لتدخلك النار، أي أنه أغلق طرق جهنم عليك الطرق التي تؤدي إلى جهنم تغلق في هذا الشهر، منوهًا عن ضرورة الاستشعار بعظمة أسماء الله تعالى وخاصة اللطيف، والحنان، والرحمن، وكلها تتجلى في هذا الموطن.
وأشار إلى أن شهر رمضان ليس سوق تجارة، وليس شهر للبيع والشراء، بل إن شهر رمضان شهرًا ترتقي فيه المقامات، وتجبر فيه الخواطر، لأنه شهر الله، و شهر القرآن، وشهر الإقبال، منوها عن وجود الحنان والحب من الله تعالى لعباده لكونه أغلق باب النار عليهم.
وأوضح الشيخ جابر البغدادي، أن هناك من الأشياء الجميلة في شهر رمضان المبارك هى مناداة من الله تعالى لعباده ، مستشهدًا بقول الرسول الكريم ﷺ " ونادى منادى.... " و "المنادى" هذه تتدرج درجاتها حسب سماع القلوب قد تسمع المنادى على أنه شيخك وهناك من يسمع المنادى على أنه ملك وهناك من يسمع المنادي على أنه حضرة النبى وهناك من يسمع المنادى على أنه الله ﷻ، فإذا سمعت القلوب مع الحجاب، ما ازدادت إلا غيًا، وإذا سمعت القلوب من الأحباب ما ازدادت إلا شهودًا ونورًا وحضورًا.
وتابع الشيخ جابر البغدادي كلامه قائلًا : إنه فى الوقت الحالى ساد الهم على الوجوه من فواتير البقالة، لأن الناس تعد لشهر رمضان كونه "كمعلف" ولم يعدوا لمعبد ثم فى الأخيره يقول ﷺ يا باغي الشر أقصر، لذلك إذا لم تقصر يكتب اسمك مع الخائبين، وتدخل فى دائرة الخائبين، ومن هم الخائبين "من أدرك رمضان ولم يغفر له" ، ولا شك ان تكون من الخائبين وكل أبواب الشر أغلقها الله لك وفتح عليك كل أبواب الخير، وينادي عليك كل ليله ان اقبل الى الخير واقصر عن الشر.
وأشار إلى أنه في كل ليلة عتقاء من النار، وأن كلمة عتقاء لم يحدد بها رقمًا لا مائة ولا ألف ولا مائتين، وإنما ترك الله تعالى الأمر مفتوح وكل ذلك ولا تنال من المغفرة إذا الخائبين من أدرك رمضان ولم يغفر له، كمن أدرك والديه أحدهما أو كلاهما ولم يدخلاه الجنة، والدين على قيد الحياة، وفي رمضان، ولا تهتدي الطريق إلى الجنه!!، وباب الجنة مفتوح !!، وباب النار مسدود !! ، لا تلومن إلا نفسك.. ، لا تقدر!!!.
وقال إن هناك أمرًا إذا فعله الإنسان ربح ربحًا كثيرًا، وإذا لم يفعله خسر خسرانا مبينا وهى الصلاة والسلام النبي صل الله عليه وسلم، مستشهدًا بقول الرسول الكريم ﷺ "خاب وخسر من سمع إسمى ولم يصل علي"، مشيرًا إلى أن الإنسان لديه 3 أشياء جميلة يستطيع من خلالها الدخول إلى الجنة وهم " طاعة الوالدين، واغتنام عظمة شهر رمضان، ووجود النبي صل الله عليه وسلم في حياتنا اليومية، مما يؤكد على دفع الله تعالى للإنسان إلى الخير والمكانة العظيمة له في الدنيا والآخرة على حد سواء.
وأضاف " البغدادي " أنه يمكن القول أن حديث الرسول الكريم على فضل شهر رمضان يظهر أسماء الله الحسنى ومنها " الحنان واللطيف والكريم والمنان والودود "، مما يؤكد على عبارة حي على الوداد من الله، متسائلا : ما الذى يدفع الله ﷻ ان يغلق باب النار ويفتح لك باب الجنه !!، مشيرًا إلى أن الإجابة هي أن الله تعالى يحب عباده، ودائما يعاملهم بالكرم، بالرغم من أن عباده مأمورون بالطاعة.
وقال إن شهر رمضان كله خير ورحمة ومغفرة وعتقا من النار من أوله لآخره، في كل ليلة، ولا توجد أيام محددة للمغفرة والعتق، رافضًا عبارة أن أيام العتق من النار في العشرة الأواخر، والتي ينتج عنها التكاسل طيلة الأيام الأولى من شهر رمضان، ورفع الهمة في العشر الأواخر، مما ينتج عن ذلك أن هذة أفعال التجار، وإنما فعل الأبرار هي المثابرة والعمل على مدار الشهر، وخاصة وأن لله عتقاء في كل ليلة.