تختلف الأجواء في رمضان هذا العام بمطروح بعد جائحة كورونا، وموجة ارتفاع الأسعار، من حيث إقامة موائد الرحمن للإفطار، حيث تخيل البعض بعد تخفيف الإجراءات الاحترازية للدولة بالسماح بتنظيم الموائد هذا العام إقامة موائد في شهر رمضان، خاصة بعد فترة مرت على أهالي المحافظة الحدودية، تم فيها إقامة مائدة في مدن المحافظة الثمانية تحت رعاية محافظ مطروح خلال أعوام من ٢٠١٥ حتى ٢٠١٧.
المجتمع القبلي
فمن جانبه قال إسماعيل صديق، من أهالي مطروح، إن ثقافة إقامة الموائد الرمضانية مختلفة هنا وقلة إقامتها يرجع لترابط العائلات وسيطرة أجواء المجتمع القبلي على المحافظة، التي تعظم صلة الرحم وإطعام المساكين طوال العام وليس الموضوع مقتصر على الشهر الكريم فقط، وهذه عادات وتقاليد السكان الأصليين قبائل أولاد علي بالصحراء الغربية.
وأوضح علاء عبد البر مقيم بمطروح، أن 'هناك محلات شهيرة بالمحافظة توفر وجبات جاهزة للإفطار بالمجان منذ أكثر من 20 عامًا، لأكثر من 300 أسرة بالمحافظة، علما بأنه أثناء ذروة جائحة فيروس كورونا توقفت الحياة، لكن العادات والتقاليد التي توارثناها عن الحاج عبد البر، أننا لن نتوقف في إطعام المساكين والفقراء خاصة في شهر رمضان، وهي عادة ولن تنقطع عن العائلة بل تزداد بسبب الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها بعض الأسر'.
خيمة رمضانية عملاقة
وأشارت مروة حمدي من سكان مطروح، إلى أن المحافظة كانت تنظم خيمة رمضانية عملاقة علي كورنيش المدينة بها مائدة إفطار لأكثر من ٣٠٠٠ صائم واستمرت ٣ أعوام تقريبا واستقبلت علماء في الدين وكبار رجال الدولة ، وذلك خلال فترة تولي اللواء علاء ابو زيد محافظ مطروح الأسبق، وكان جميع الأهالي يأتون المائدة وكنا نفتخر بهذه العادة، خاصة وأن الشهر الكريم كان يأتي في موسم الصيف وكانت الخيمة تبهر المصطافين وضيوف المحافظة.
وفي السياق نفسه، قال مصدر مسؤول في مبادرة 'حياة كريمة' بمطروح، في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن المبادرة الوحيدة في المحافظة هذا العام وهي التي قامت بإحياء طقوس الشهر رمضان بالاهتمام بالطبقات الكادحة، وقدمت المبادرة كرتونة رمضان لـ ٨ آلاف للأسر الأكثر فقرًا واحتياجًا، مساهمة من المبادرة في دعم الأسر البسيطة خلال الشهر الكريم.