على مصطبة يجلسن، وعلى طبلية يعملن، بل حولن بيوتهن لمصنع صغير، أدواته طبلية وأيادي من دهب، يصنعن بها مشابك الغسيل، متحدين الصعاب بالعمل والإرادة، هكذا هن سيدات محافظة دمياط، أبرزهن 'سهام'، السيدة الدمياطية التي فتحت 'باب رزق' لأسرتها وجيرانها، والتي نحن بصدد سرد قصتها.
روت سهام فتحي، السيدة الدمياطية التي جعلت من منزلها مصنعًا، وجمعت أهلها وأبنائها وجيرانها للعمل معها، تفاصيل رحلة كفاحها، قائلة: 'إنني حصلت على دبلوم التجارة وتزوجت وأنجبت 3 أولاد ولكن الظروف الاقتصادية أصبحت صعبة فقررت أن أساعد زوجي الذي يعمل سائق أجرة ودخله لا يكفينا'.
وتُضيف 'سهام': 'في بداية الأمر كنت لا أملك مالًا لعمل أى مشروع، ففكرت أن ألجأ إلى جمعية المشروعات الصغيرة وحصلت على قرض بشاير الخير قيمته 10 آلاف جنيه أنا وابنتى الكبرى، واقترح عليّ أحد الأقارب أن أقوم بتصنيع (مشابك الغسيل) وكان يأتي لي بالخشب (بواقي) ورش النجارة ونذهب لعملها في المصنع ويقوم بعملية التوزيع، لكن وجدت أن المشروع مش جايب همه'، حسب تعبيرها.
كتيبة عمل
وتُتابع: 'فكرت أن أعمل فى المشروع وأمسكه من بابه، بمعنى أن أقوم بجميع الخطوات حتى التوزيع، وبالفعل بدأت فى صنع المشابك وساعدتني والدتي ووالدي وشقيقي الأكبر حتى أولادي وجارتي حتى أصبحنا كتيبة عمل'.
عملية الفرز قبل التصنيع
وعن عملها، تقول 'سهام': 'نبدأ شغلنا من الساعة 8 صباحًا على مصطبة منزلى وتعاونت مع أحد المصانع لعمل خشب المشابك، ويأتي إلينا بالشوال ونقوم بفرزه وبعدها نقوم بوضع السوست من الحديد في الخشب وبعدها نقوم بتعبئتها ووضعها في أكياس كل كيس به 20 مشبك ثم نقوم بعملية التغليف'.
واستطردت: يومي يبدأ من الفجر، وبعد صلاة الفجر أقوم بتجهيز الفطار لأولادي وتذهب ابنتى الكبرى للجامعة وأشقائها الـ2 لمدارسهم، وأستعد للعمل طوال اليوم حتى ننجز جميع الطلبيات، وعند عودة أولادي من مدارسهم يجلسون معنا لمساعدتنا ويجهزون الطعام أيضا لوجبة للغذاء.
واختتمت 'سهام' حديثها بقولها: 'الحمد لله أستطيع أن أكسب فى اليوم من 200 إلى 300 جنيها بمساعدة والدتي وأولادي وجارتي التى تعمل معنا، وتعتبر عملها مهنة تكسب منها لقمة عيش، وأتمنى أن يتحول مشروعي الصغير إلى مصنع كبير بجهدنا وعرقنا وبالصبر لأنه مفتاح الفرج إن شاء الله'.