فتاة في منتصف العقد الثالث من العمر، على أعتاب مكتب محاماة، ومنة تترجل برفقة طفلين إلى محكمة الأسرة في سوهاج، تاركة طفل آخر رضيع في المنزل، لتعيش مأساة حقيقة لم تأمل فيها، بين جدران المحاكم.
"هدير م"، صاحبة 25 عامًا، تعيش في إحدى قرى مركز طهطا شمال محافظة سوهاج، تزوجت من شاب يزيد عنها بـ 4 أعوام، بنفس القرية، وأنجبت طفل والثاني والثالث، كانت الحياة طبيعية في بادئ الأمر، ولكن سرعان ما تحولت الحياة الهادئة إلى كابوس مخيف.
نشبت الخلافات بين "هدير" وحماتها والدة زوجها، المرأة الستينية، التي لا تكل ولا تمل من الكلام والسب والقذف حسب ما روت الزوجة أمام محاميها، مما جعل الخلافات تدب في نعش الأسرة.
تقول "هدير": "إن زوجي يسافر للعمل في القاهرة ويعود كل شهر ليمكث 4 أيام أو 5 بالكثير، فكنت أشكو من تعبي في غيابه بسبب المشاكل برفقة والدته التي تقوم بالسب والقذف، واستدرجت بقية نساء المنزل في صفها ضدها".
وتضيف أنها تشكو لزوجها مرات عديدة مما تفعله والدته، ولكن لا حياة لمن تنادي وازداد الأمر سوءا بما تفعله زوجة شقيقه مجاملة لحماتها، فكانت تقف في صف حماتها على الرغم من معرفتها وتيقنها أن حماتها جانبها الصواب في الأمر.
وتتابع الزوجة: تطورت الأحداث حتى وصل الشجار باليد بينهم وتم تحرير محاضر في مراكز الشرطة والمستشفيات، وكان كل ذلك في نهاية الأمر ينتهي بالصلح مع تدخل أهل الخير ورجال الدين.
وتستطرد "هدير"، أنها وزوجها اضطرا للنزول من مسكنهم في الطابق الثاني برفقة الأسرة والسكن في منزل من الطوب الأبيض الريفي، حيث قامت ببيع ما تملك من ذهب من أجل بنائه والاستقرار فيه، ولكن لم تسير الأمور كما أرادت، فقُرب المنزل الأخير من منزل الأسرة ومواجهته له، لم يمنع المشادات الكلامية بين النساء ونشبت مشاجرة أخرى وانتقلوا إلى مركز الشرطة، وتدخل أهل الخير للمرة الثانية ولكن إصرار حماتها على الشكوى وعدم التصالح ورغبة في تطليقها من نجلها، كان مانع كبير في الصلح وباتت الزوجة برفقة زوجها ووالدها وحماتها في مركز الشرطة.
وتقول "هدير"، إن حماتها كتبت اسم والدها في الشكوى علما أنه لم يكن موجود، وزوجها أيضا لم يكن موجود، وكان يعمل أجير في هذا اليوم خارج القرية.
وأكد محامي الزوجة، استمرار رجال الدين وأهل الخير في الصلح من أجل الخروج من الحجز، وتسوية النزاعات، وتم بالفعل، ولكن خرجت الفتاة إلى بيت والدها، ورفض والدها عودتها إلى المنزل بجوارهم، قائلا: "لم أكن في المشاجرة وتم حبسي ظلما"، وبعودتها إلى منزلها بجوارهم أيضا ستحدث مشاكل كبيرة لا يحمد عقباها.
وأضاف أنه الفتاة ظلت في بيت والدها لمدة قاربت 6 شهور لم يسأل أهل الزوج عنا، فاضطر والدها بإرسال أبنائها ال 3 لزوجها، وبعد محاولات وترجي من الزوجة ووالدتها لوالدها بترك الرضيع وافق، وأرسل الطفلين الآخرين.
وتابع المحامي أنه حاول جاهدًا في الصلح بين الطرفين وإرسال هذا وذاك ولكن لم يفلح ذلك بينهم، فوالدها يطلب منزل بعيد عنهم تجنبا للمشاكل، وأهل الزوج يرفضون ذلك، والزوج لا يملك أدنى تأثير على أسرته وخاصة والدته وشقيقه الأكبر، أصحاب الزمام في الأمر.
ولفت إلى أن والد الزوجة، رفع قضايا نفقة وقائمة وخلافه على الزوج والمطالبة بمسكن آدمي، وازدادت الأمور سوءا بينهما، وتقول الزوجة إن زوجها مغلوب على أمره "لا يهش ولا ينش، والأمور بأيد أمه، حتى أبوة لموش كلمة"، ووالدها مصر على منزل تجنبا للمشاكل.
فيما أكدت الزوجة، أنها ترغب في العودة لمنزلها أي كان حتى بجوارهم، رغبة في تربية أبنائها الـ 3، ولكن زوجها لا يقوم بعمل شيء ولم يحاول حل المشكلة ويستمع لكلام والدته، ووالدها هي يرغب في منزل بعيد عن الأسرة من أجل تجنب عواقب المشاكل.
وأضافت أنه حتى وقتنا هذا تقع بين نارين، الأولى بعدها عن أبنائها ورغبتها في العودة، والثانية طواعية لوالدها الذي تخشى أن تخالفه، وخاصة بعدما دخل الحبس دون ذنب، ورغبت في الابتعاد عن الأسرة تجنبا للمشاكل.