أطفال صغار، يسعون بمرح الأطفال، ويكدحون بإصرار الرجال، في صحبة أبائهم، زهور تتفتح، وحماس للحياة يشرق مع بداية أعمارهم، قصدوا مهنة شاقة دون اختيار، وكأنها إرث تركه لهم الأجداد، فقصدوا التجارة في المواشي وتربيتها، ثم التجول بها ومن ثم بيعها في الأسواق، كما أنهم جزارون أبا عن جد، فهي حرفتهم وان تعددت أعمالهم ومهاراتهم في الحياة.
هم 'سالم، مصطفى وسليم، وغيرهم من الأطفال، انتشروا بصحبة أبائهم وأعماهم من التجار الكبار، في سوق الثلاثاء الأسبوعي لبيع المواشي بمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، والذي يعد أكبر أسواق المحافظة، والذين اعتادوا ارتيادها مع ذويهم، لعرض بضائعهم من المواشي، تلك التي عكفوا على تربيتها طوال العام.
وبالتجول داخل ساحة السوق رصدت عدسة 'أهل مصر' أجواء ما قبل عيد الأضحى إذ اكتظ بالزحام من التجار والزبائن لعرض رؤوس العجول البقري والجاموسي وكذلك الجمال والضأن من الأغنام والماعز، إذ أقبل المشترون من المحافظة وكذلك المحافظات البعيدة لشراء أضحياتهم من ذاك السوق الكبير.
وكأن السوق تزيَّن بالأطفال التي تكسو ملامحهم البريئة وكذلك بابتساماتهم المريحة التي لم تختفِ رُغم إرهاقهم فهم واصلوا الليل بالنهار مستعدين لموسم عيد الأضحى الذي على مشارف الأبواب، مصطحبين ماشيتهم من العجول الجاموس لعرضها على التجار والزبائن.
هؤلاء الأطفال الذين لهم هوايات وممارسات أخرى غير الحرفة إرث أجدادهم، فهم طلاب نجباء في المدارس، لا وقت لديهم الا لاستثمار طاقاتهم، فاشترك لهم والدهم في نادي طلائع الجيش مسبقا، وذلك لممارسة هوايتهم في لعب كرة القدم، متخذين من نجم ليفربول الفرعون المصري 'محمد صلاح' أسوة حسنة في عالم الساحرة المستديرة.
وكان من المعتاد لهؤلاء الأطفال حرفيتهم ولباقتهم إذ كلما سألهم زبون عن أسعار أنواع الأضاحي أجابوا سواء كانت ضأن أو جمال أو عجول وذلك على الرغم من اقتصار تجارتهم على العجول الجاموس والبقر.
في الوقت الذي يستعد فيه المسلمون للاحتفال بعيد الأضحى ويتجهزون بشراء الأضحية لتنفيذ شعائر الله، يسعون للتعرف على أسعارها، وكان الإقبال على العجول الجاموس قائم التي تتراوح أسعارها من ٦٥ إلى ٧٠ جنيه للكيلو، وكذلك العجول البقري التي يتراوح أسعارها من 70 وحتى 85، بينما الضأن من الماعز يصل إلى 110 جنيه، فيما تراوح سعر كيلو الغنم قائم من ٨٠ جنيه وحتى 100 جنيه.