كان حلمها أن تصبح طبيبة لتعالج المرضى بالمجان، صغيرة السن ولكنها ضربت أروع الأمثلة لكل من عرفها في الرضا بقضاء الله، كانت محبة لأعمال الخير؛ حيث كانت تشتري الحلوى وتوزعها على الأطفال، هي الإبنة الصغرى لوالديها، ورغم مرضها إلا أنها كانت حريصة على حفظ، وقراءة القرآن الكريم على فراش المرض.
دعاء محسن الخطيب، 17 عاما، وطالبة بالثانوية العامة، أصيبت بالتهاب كبدى مناعى، وهى فى الصف الثالث الإبتدائى لتستمر رحلتها مع المرض طوال 11 عاما، قبل أن تتوفى منذ يومين ويشيعها المئات من أهالى مدينة فوه لمثواها الأخير، وسط حزن كبير على فقدانها.
كانت متفوقة فى دراستها وتتمنى الالتحاق بكلية الطب، حرمها مرضها من خوض امتحانات الثانوية العامة لهذا العام بسبب تدهور حالتها الصحية فى الفترة الأخيرة قبل وفاتها، وكانت تشعر قبل وفاتها بأن أجلها قد اقترب، وكانت وصيتها لشيخها أن يدعو لها أمام قبرها بعد دفنها وأن يقول لها كلمة فى المسجد عند صلاة الجنازة عليها.
قال الشيخ متولى مكى، إمام وخطيب مسجد المعهد الدينى بمدينة فوه أن الطالبة دعاء كانت تمثل له نموذج الخير والطفولة البريئة المثمرة، وأنه رغم مرضها كان لديها إرادة قوية لتعلم القرآن الكريم والسنة النبوية والأحاديث، وتابع: لم أقابلها وجها لوجه، وكنت أحفظها القرآن عن طريق الإنترنت، وكانت تخبرنى أنها تشعر أنها ستموت قريبا وكانت تطلب منى دائما أن أدعو لها.
ويضيف مكى فى تصريحه الخاص لـ 'أهل مصر' أنه كان يبكى عندما يتذكر ألمها ومرضها وكان يكثر من دعائه لها، وأشار إلى أنها أوصته بأن يقول لها كلمة فى المسجد عند صلاة الجنازة بعد وفاتها، وفعل ذلك بالفعل، كما أوصته أن يقف عند قبرها بعد وفاتها ويدعو لها بعد انصراف الناس.
ويقول: جنازة دعاء كانت مهيبة، وحضرها الكثير من المشيعين، وكان آخر تواصل بينى وبينها فجر يوم وفاتها، وطلبت منى الدعاء لها، وتابع: كانت تتمنى أن تحضر للمسجد هنا وطلبت من والدها ووالدتها ذلك، حتى أقوم بتحفيظها القرآن الكريم وجها لوجه، ولكن بسبب ظروف مرضها كنت أحفظها القرآن الكريم عن طريق الإنترنت.
وأردف: عندما تواصلت معى يوم وفاتها شعرت أنها تودعنى وأنه اتصال الوداع، وعزيت نفسى حينها، ولقد تلقيت اتصالا هاتفيا من هاتفها المحمول وأخبرتنى خالتها أنها توفيت، وأضاف بالقول: ألقيت كلمة فى المسجد لمدة ساعة قبل الظهر قبل إقامة صلاة الجنازة عليها، وتحدثت فيها عن الرضا بقضاء الله، وما إلى ذلك، وأقمنا صلاة الجنازة عليها وتوجهنا لدفنها بالمقابر بعدها.
ويكمل: بعد دفنها ساد صمت كبير فى المكان وكأن الملائكة تحضر معنا، وقام الشيخ عبدالمنعم لبن بإلقاء كلمة فى المقابر، وبعد انصراف الناس انتظرت أمام القبر ودعوت لها حسب وصيتها، ولقد تعلمت منها الكثير عن الصبر والرضا بقضاء الله، وأدعو الله لها أن ينزلها منازل الشهداء والأبرار.