شيع المئات من أهالي قرية القصر الأخضر، التابعة لمركز كفر الدوار في محافظة البحيرة، جثمان الشاب المنتحر عمرو زايد شتا والذي تخلص من حياته عن طريق تناول قرصين حبة الغلة السامة، خلال بث مباشر عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي 'فيس بوك'.
وفي موكب جنائزي مهيب تقدمت سيارة نقل الموتى بداخلها جثمان الشاب المنتحر، خرج من أمام المسجد الكبير بالقرية، إلى مثواه الأخير في مقابر العائلة.
كان الشاب 'عمرو زايد شتا'، خرج صباح أمس الجمعة، في بث مباشر على الهواء، معلناً إقدامه على الانتحار بعد أن تعرض للظلم الشديد على يد أحد أقاربه، الذي اتهمه اتهامات باطلة، وأنه سوف يقتص منه يوم القيامة أمام الله، وأثناء حديثه في البث المباشر؛ تناول قرصين غلة، نافيا كل الاتهامات المُوجهة إليه من قبل أحد أقاربه، مؤكدًا أنه سيلقى الله منتظرًا وفاة أحد أقاربه حتى يختصمان عند الله.
على الفور؛ توجه أهل الشاب عقب وصولهم نبأ تناوله أقراص الغلة، إلى مركز السموم بالإسكندرية، في محاولة لإنقاذ الشاب، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة عند وصول المستشفى، وجاري اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة من قبل جهات التحقيق، لاستخراج تصريح دفن الجثمان.
وقالت شقيقة الشاب 'عمرو' إن شقيقها كان لديه عدة خلافات مع خاله، وآذاه في عمله واتهمه بالسرقة، وعندما استطاع الضحية أن يثبت براءته؛ لم يتركه خاله وشأنه، قائلة: 'اتهموه بسرقة 5 آلاف جنيه، ولما أثبت إنه مش الحرامي؛ كانوا بيستنوه على الطريق ويضربوه، وحاولوا يدخَّلوه السجن أكتر من مرة، وكان بيخرج منها'.
ترك الشاب 'عمرو زايد شتا'، المقيم بقرية الصقر الأخضر التابعة لمركز كفر الدوار في محافظة البحيرة، وصيته قبل انتحاره بساعات قليلة، يعبر فيها عن معاناته المستمرة مع خاله، ورغبته في التخلّص من حياته، فلم يكن منه سوى أن ترك وصية يوضّح فيها السبب وراء الانتحار.
وكتب الشاب المنتحر وصية مفادها: أنا العبد الذي ظلمه الناس أجمعين، من أهل وأصدقاء أكلوا حقي وأشتكيهم إلى الله، وذكر أسماء عدد من الأشخاص، قائلا: 'أنا خصيمكم أمام الله وأهليكم أجمعين، ومن ساعدهم في ظلمي'.
وأردف قائلا في وصيته: 'لا يدخل أحد عزائي ولا بيتي منهم، ولا يُقبل منهم شيء حتى أقتص منهم أمام الله وممن ساعدهم وأنا خصيمهم يوم الدين، أنا ذهبت عند الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد رسول الله، والله يفصل بيننا، أحب أن أدفن مع كتاب الله في حضني حتى يكون مؤنس وحدتي'.
وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، والمنتحر ليس بكافر، ولا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم وكذلك عدم إيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، وإنما التعامل معه على أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين.