'طالبات يقفن صفوفًا يقمن الصلاة داخل فصل بإحدى مدارس التعليم المجتمعي بمحافظة قنا أثناء اليوم الدراسي'، كان هذا عنوانًا لصور جرى تداولها على موقع التواصل الاجتماعي 'فيس بوك'، التي لاقت إشادات من المتابعين، مطالبين بتعميم الفكرة وحث الطلاب والطالبات على الصلاة.
طالبات يقمن الصلاة داخل مدرسة بقنا
إشادات من رواد موقع التواصل الاجتماعي
لاقت تلك الصور إشادات من رواد موقع التواصل الاجتماعي 'فيس بوك'، حيث قال أحدهم: 'جميل تعليم أولادنا وبناتنا فريضة الصلاة.. كل التحية والتقدير والاحترام لمن قام بهذا العمل'، فيما قال آخر: 'ما شاء الله عليكم بالتوفيق إن شاء الله'.
طالبات يقمن الصلاة داخل مدرسة بقنا
حصة عملي لتعلم الطالبات على كيفية الصلاة
من جانبه، قال حشمت عبد الحميد، رئيس قسم التعليم المجتمعي بإدارة أبوتشت التعليمية بمحافظة قنا، إن هذا المشهد يمثل حصة عملي لتعليم الطالبات على كيفية الصلاة في مادة التربية الدينية الإسلامية في مدرسة المعيصرة ذات الفصل الواحد بإدارة أبوتشت للتعليم المجتمعي.
طالبات يقمن الصلاة داخل مدرسة بقنا
تدريب على الصلاة
وأضاف رئيس التعليم المجتمعي بأبوتشت، أن المدرسة لا يتوقف دورها على التعليم فقط، إنما للتربية والتعليم، وأساس مجتمعنا الإسلامي هو الصلاة لأنها عماد الدين، مؤكدًا أن تدريب التلاميذ عملي على الصلاة في الصغر تنطبع فيه الصلاة، ويحب الصلاة طوال عمره.
طالبات يقمن الصلاة داخل مدرسة بقنا
فضل الصلاة
جاء فضل الصلاة وعظمتها في القرآن الكريم بآيات عديدة تكشف لنا عن فضل الصلاة وعظمتها ومكانتها الجليلة في الإسلام، ومن ذلك أن الصلاة من الأمور التي يستعين بها المؤمن على حفظ دينه وصحته والكف عن المعاصي، قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}، وقال جل جلاله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}، قال ابن كثير: “بيّن تعالى أن أجود ما يستعان به على تحمل المصائب الصبرُ والصلاةُ، كما تقدم في قوله: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾، وفي الحديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلَّى، والصبر صبران: فصبر على ترك المحارم والمآثم وصبر على فعل الطاعات والقربات، والثاني أكثر ثواباً لأنه المقصود”. ومن فضائل الصلاة في الإسلام أنها أفضل الأعمال بعد الشهادتين، فإذا كانت الشهادتان تمثلان الركن الأول من أركان الإسلام وأساسه فإن الصلاة هي الركن الثاني من أركان وعموده، فقد ثبت أن معاذ رضي الله عنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه أن يدله على عمل يدخل به الجنة، فذكر له أركان الإسلام وفصلها وقال له: “ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟” فقال بلى يا رسول الله، قال: “رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد”. ومن فضائل الصلاة وعظمتها أيضاً أنها تغسل الخطايا وتكفّر السيئات وترفع بها الدرجات وتكتب بها الحسنات، و”تفيد انكسار القلب من هيبة الله تعالى (…)، وتذكر العبد جلالة الربوبية وذلة العبودية وأمر الثواب والعقاب”.
تفسيرات فخر الدين الرازي
كما قال فخر الدين الرازي صاحب 'مفاتيح الغيب' في سياق تفسيره لقول الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}. الأمر بإقام الصلاة ولأن فضل الصلاة عظيم وأجرها كبير وأداؤها متعة وراحة للمؤمن الحق، فقد وردت في القرآن الكريم آيات عديدة تأمرنا بإقام الصلاة على أكمل وجه، وجاء الأمر بذلك في أكثر من سياق وبصيغ مختلفة، ومن ذلك أن القرآن يأمرنا بإقام الصلاة ويقرنها بإيتاء الزكاة كما في قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}، وقوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}.
تفسيرات عبد الرحمن ناصر السعدي
ومن جانبه قال الشيخ عبد الرحمن ناصر السعدي في تفسيره: “{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} أي ظاهراً وباطناً، {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} أي صلوا مع المصلين، فإنكم إذا فعلتم ذلك مع الإيمان برسل الله وآياته فقد جمعتم بين الأعمال الظاهرة والباطنة، وبين الإخلاص للمعبود والإحسان إلى عبيده، وبين العبادات القلبية والبدنية والمالية”. ويدعونا القرآن الكريم إلى أمر الأهل بالصلاة والصبر عليها: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}، ويؤكد لنا أن أول ثمرة من ثمرات أداء الصلاة على الوجه الذي يرضي الله تعالى أنها تحول بيننا وبين الفحشاء والمنكر: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ}، ولهذا فإن من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فعليه أن يراجع أداءه لتلك الصلاة وعلاقته بربه، إذ لا بد أن يكون هناك خلل ما يحتاج إلى تصليح في أقرب وقت.