علق الملياردير الأمريكي الشهير إيلون ماسك، مالك شركة تويتر ومؤسس شركتي سبيس إكس وتسلا، على مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه سرداب داخلي لـمعبد دندرة بمحافظة قنا يرجع تاريخه لـ2000 عام، مبديًا إعجابه بالحضارة المصرية القديمة، قائلًا: 'كانت مصر القديمة مذهلة'.
معبد دندرة بقنا
يُعد معبد دندرة واحدًا من أهم وأقدم المعابد المصرية القديمة، الذي شُيد لعبادة الإلهة حتحور إله الحب والجمال عند قدماء المصريين على الشاطئ الغربي من النيل، ويرجع تاريخ بنائه إلى العصر اليوناني الروماني حيث بناه الملك بطليموس الثالث من الحجر الرملي، وأضاف إليه العديد من أباطرة الرومان توسعات بحيث استمرت عملية بنائه نحو 200 سنة.
معبد دندرة
معبد دندرة يُعبد فيه ثالوثان
ويُعتبر معبد دندرة من المعابد القليلة التي يُعبد فيها ثالوثان: الأول ثالوث حتحور والثاني لأوزير، وهو يتكون من المعبد الرئيسي المكرس للآلهة حتحور، ومعبد صغير مكرس للإلهة إيزيس، والبحيرة المقدسة، ويمتاز المعبد بمناظره الفلكية التي تزين أسقفه، والتي تعتبر تحفة إبداعية، ويمكن الوصول إلى السقف العلوي عن طريق سلالم مزينة بمناظر للمواكب الكهنوتية وهي صاعدة على السلالم، والكهنة يحملون تماثيل حتحور في نقوش فرعونية رائعة تمثل الاحتفالات برأس السنة.
معبد دندرة
سراديب المعبد
ويوجد بالمعبد سراديب مخصصة للاحتفالات بالأعياد في مصر القديمة، تضم مجموعة هامة من النقوش والمناظر ومنها منظر فتح الباب الحجري، وخبري المجنح الذي يدفع قرص الشمس المجنحة أمامه بين علامتي الشرق والغرب، وطقس تقديم الخبز للمعبودة حتحور سيدة دندرة، ومناظر تصور الملوك والأباطرة يقدمون القرابين للآلهة.
معبد دندرة
لوحات ونقوش وكتابات هيروغليفية
ويتميز المعبد بفن معماري فريد وغني باللوحات والنقوش، كما زُينت جدرانه وأعمدته بكتابات هيروغليفية وتماثيل محفورة بالغة الدقة والجمال، تبين القياصرة الرومان أغسطس، تبريوس ونيرو، وهم يقدمون القرابين للآلهة.
معبد دندرة
رسومات المجرة والكواكب
ويحوي معبد دندرة أسرار رائعة منها رسمة المجرة والكواكب في سقف البهو، والتي تشير إلى النجوم والكواكب في مجرتنا الشمسية أو الأبراج الفلكية عند المصري القديم والتي تدعي 'الزودياك'، وهي الأبراج المعروفة لنا الآن مثل برج 'الحمل، الثور، الجوزاء..الخ'، حيث يصور الدلو على شكل رجل يسكب الماء من اناءين، والأسد على هيئة الأسد يدوس علي حية وخلفه امرأة، والحوت على هيئة سمكتين كبيرتين بينهما حوض ماء، وصُورت باقي الأبراج بطريقة تشبه الأبراج الحالية.
معبد دندرة
مشاهد الولادة الإلهية
ومن أكثر المناظر التي تلفت نظر زوار معبد دندرة مشاهد ولادة 'حور سِما تاوى' وهي الولادة الإلهية المُصورة على جدران أحد سراديب المعبد، وهو وصف يُطلق على كل كيان
يموت ويُولد من جديد وولادته تعادل ولادة الكون كله، أو ولادة الزمن مُجدداً باستخدام مجموعة من الرموز: منها زهرة لوتس، وثعبان على وشك الخروج من البيضة، حيث أن زهرة اللوتس تُولد من جديد كل يوم عندما تغوص تحت سطح الماء ثم ترجع للنور مع شروق الشمس، والثعابين تغير جلدها مرة كل سنة، فهما رمزان لتجدد الزمن كل يوم.
معبد دندرة
مشروع ترميم وتطوير معبد دندرة
وخلال الفترة الماضية نفذت وزارة السياحة والآثار مشروع ترميم وتطوير معبد دندرة، وذلك لاستعادة ألوان المعبد الأصلية بهدف الترويج له سياحيًا، واستعادة مكانته السياحية بإعتباره أحد أهم المعابد المصرية القديمة، والتي تمت جميع أعمال الترميم والتطوير بأيادٍ مصرية من مرممي المجلس الأعلى للآثار،هذا بالإضافة إلى تجهيز المعبد وإتاحته للسياحة الميسرة، وتطوير وسائل الإنارة لإظهار بهاء وجمال زخارف المعبد، ورفع كفاءة خدمات الزائرين به.