عمره 50 عامًا وفي أولى إعدادي.. «عوض بدير» أكبر طالب في مصر: «التعليم ملوش سن ونفسي أكون إعلامي»

عوض بدير أكبر طالب في مصر
عوض بدير أكبر طالب في مصر

'اللي بتسألي عليه مش أستاذ مراحش مدارس'، عبارة حملت في طياتها كثير من السخرية والتهكم كانت بمثابة الشرارة التي اشتعلت داخل قلب بطل قصتنا هذه، وأصبحت الدافع الرئيسي له لاتخاذ قرار مصيري سيغير مجرى حياته.

عوض بدير، أكبر طالب في مصر عوض بدير أكبر طالب في مصر

قصة أكبر طالب في مصر

أطفال صغار، كتب وأقلام، ملازم ومذكرات مراجعة، مراجعة الأسئلة وسط قلق وترقب قبل بدء الامتحانات، تلك هي الأجواء المعهودة قبل بدء الامتحانات كل عام، ولكن المشهد تلك المرة كان مختلفًا، إذ كان رجلًا خمسينيًا يقف بين أولئك الطلاب يستعد لأداء امتحان الصف الأول الإعدادي لهذا العام رفقتهم، وذلك بعد أن قرر أن يلتحق بالتعليم رغم كبر عمره، ليصبح بذلك أكبر طالب في مصر.

عوض بدير، أكبر طالب في مصر'عوض' أكبر طالب في مصر

عوض سامي بدير، 50 عامًا، ابن قرية الترزي التابعة لمركز بيلا بـمحافظة كفر الشيخ، والطالب بالصف الأول الإعدادي، يعمل حلاقًا منذ ٣٠ عامًا، حصل على شهادة محو الأمية، ليقرر بعدها الالتحاق بالتعليم، ليصبح وعن جدارة أفضل مثال للإرادة والتحدي.

عوض بدير، أكبر طالب في مصر'عوض' أكبر طالب في مصر

سخرية أحد الأشخاص منه كانت السبب في التحاقه بالتعليم

قال عوض سامي، في حوار خاص لـ'أهل مصر'، إنه قرر أن يلتحق بالتعليم حبًا في التعليم ذاته، وليس رغبة في الحصول على الشهادة، مؤكدًا أن ذلك القرار جاء بسبب تهكم أحد الأشخاص عليه وسخريته منه، حيث كانت إحدى السيدات تسأل عن مكان إقامته بالقرية موجهة سؤالها لذلك الشخص قائلة: 'لو سمحت بيت الأستاذ عوض فين؟!'، ليجيبها قائلًا:'اللي بتسألي عليه مش أستاذ مراحش مدارس'، الأمر الذي أثار حفيظته، وقرر الالتحاق بالتعليم في عمره ذلك.

عوض بدير، أكبر طالب في مصر'عوض' أكبر طالب في مصر

وتابع أكبر طالب في مصر في حواره الخاص لـ'أهل مصر' قائلًا: أخبرت أحد أصدقائي الذي يعمل في شؤون الطلبة ويدعي رضا السيد أحمد بأنني أريد الالتحاق بالتعليم فشجعني كثيرًا، وتقدمت بأوراقي ومن بينها شهادة محو الأمية التي حصلت عليها، وتم قبول التحاقي بالصف الأول الإعدادي بمدرسة الترزي للتعليم الأساسي، وغدًا الأربعاء هو آخر امتحاناتي لهذا الفصل الدراسي.

دعم كبير من زوجتي وأولادي

ويضيف: زوجتي وأولادي دعموني وشجعوني كثيرًا عندما أخبرتهم أنني أريد أن ألتحق بالتعليم، ولدي من الأبناء ثلاثة، أكبرهم طالب في كلية الشريعة والقانون، والثاني طالب بالصف الثاني الثانوي التجاري، وأصغرهم طفلة عمرها 4 أعوام، ويتابع: أحلم أن ألتحق بالكلية فأنا أحب مجال الإعلام، ولقد قابلت الكثير من المحبطين الذين سخروا مني، ولكنني لم أهتم لكلامهم.

ويقول: من الصعوبات التي واجهتها كوني لم أذهب لمدرسة من قبل، ووجدت نفسي ذاهبًا لأداء الامتحان وسط الطلاب، فلقد كان هذا الأمر غريبًا بعض الشيء بالنسبة لي، ويتابع: رسالتي لأي شخص لديه طموح أن يترك الأمر لله ويسير في طريقه وسيوفقه الله تعالي.

وأردف: أسير في حياتي وفقًا لقول رسول الله 'ص': 'اطلبوا العلم ولو في الصين'، فالإنسان عليه أن يستمر في طلب العلم دائمًا مهما تقدم به العمر؛ لأن الإنسان مهما تعلم سيبقي ينقصه العلم أيضًا، فهناك من هم أصغر مني سنًا، ولكنهم أكثر مني علمًا.

واستطرد: أعمل حلاق منذ ٣٠ عامًا، وأنا لم أرث تلك المهنة عن عائلتي، ومهما حدث لن أترك مهنتي تلك، وتوجه في نهاية حواره لـ'أهل مصر' بأن توجه بالشكر لزوجته وأبنائه، و لصديقه رضا السيد أحمد، الذي كان سببًا في التحاقه بالمدرسة، بالإضافة إلى وكيلة المدرسة وتدعى أسماء موسى، وأخيرًا مديرة المدرسة؛ وذلك لتشجيعهم الدائم والمستمر له.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً