'الدرس انتهي لموا الكراريس' قصيدة كتبها الشاعر صلاح جاهين، بكلمات تعبر عن مدى الحسرة والألم بعد الهجوم الإرهابي، الذي شنته القوات الإسرائيلية، في صباح يوم الثامن من شهر أبريل عام 1970، على مدرسة بحر البقر الابتدائية، بمركز الحسينية في محافظة الشرقية، لتغتال 30 طفلا، وتصيب 50 آخرين، بقذائف طائرات الفانتوم، ويبدو أن جاهين كان بعيد النظر إذ إن معظم التلاميذ الذين تبقوا بالمدرسة بعد هذه الفاجعة اللا إنسانية، لموا الكراريس، وقرروا التوقف عن التعليم.
وقال السيد عبد الرحمن حسن، 61 عامًا، أحد مصابي مجزرة بحر البقر، لـ'أهل مصر'، إن مدرسة بحر البقر تم تشييدها قبل الواقعة المأساوية بـ4 أشهر فقط، وحول بعض التلاميذ أوراقهم إليها من مدارس أخرى، كانت تبعد عن القرية.
مشاهد مذبحة بحر البقر مازالت عالقة في أذهاننا
أما عن يوم المذبحة، فقال: 'فوجئنا في صباح يوم دراسي جديد، بسماع صوت لا يمكن نسيانه مدى الحياة، للانفجارات، وفوجئنا بأننا نشاهد واقعة مرعبة، مازالت عالقة في الأذهان، من حطام وأتربة ودخان وأصوات عالية، وجثث ملقاة في كل مكان'.
وأضاف: 'أصيبت بشظايا في رأسي، وشاهدت أهالي القرية يندفعون لجلب الجرارات الزراعية وتحميل القتلى والجرحي، الذين تم انتشالهم من تحت الانقاض عليها، كان المنظر بشعا لا يمكن أن ينسى مهما مرت عليه السنوات، حيث استمر الأهالي في استخراج شهداء مجزرة بحر البقر من تحت الأنقاض، منذ الثامنة صباحا، وحتى الساعات الأخيرة من يوم المذبحة، التي شنها العدو الإسرائيلي'.
وتابع: 'تم نقلي إلى المستشفى العام برفقة زملائي المصابين، بمساعدة أهالي القرية، الذين حملونا على الجرارات التابعة لهيئة التعمير، والبعض منا مكث داخل المستشفى ما بين شهر وأربعة أشهر، ثم تم تحويلنا إلى القاهرة.
عزوف طلاب مدرسة بحر البقر عن استكمال دراستهم
واختتم بالقول: 'تسبب الهجوم الإرهابي الذي شنته إسرائيل على مدرسة بحر البقر الابتدائية، في بث الرعب في نفوس جميع طلاب القرية، الذين عزفوا عن استكمال تعليمهم، بسبب المشاهد المأساوية التي عاشوها، مشيرًا إلى أنه يتمني أن يزور الكعبة المشرفة لأداء عمرة.