'سمعت أصوات القذائف أثناء تواصلي مع زملائي الموجودين في السودان' بتلك الكلمات المرعبة، بدأ مصطفى فتحي، ابن محافظة السويس، رسم تفاصيل الصورة المأساوية لموقف الطلاب المصريين في السودان.
مصطفى فتحي الطالب بالفرقة الثالثة بكلية طب الأسنان بجامعة اليرموك في السودان، كشف لـ'أهل مصر' تفاصيل لحظات الرعب والمعاناة التي يعيشها زملاؤه من الطلاب الموجودين حاليًا في السودان.
طالب مصري عائد من السودان يروي أيام الرعب
ويقول الطالب مصطفى: 'نظرًا لعدم وجود فاصل بين العام الدراسي والآخر منذ أزمة فيروس كورونا، كانت الدراسة بجامعات السودان متواصلة طوال العام، فأردت أن أقضي إجازة قصيرة مع أسرتي بمحافظة السويس، ولم تمض أيام حتى استيقظت على فاجعة كبرى وهى اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، على الفور تواصلت مع زملائي المقيمين بالسودان وعلمت بوفاة زميلنا شهيد العلم 'صابر نصر السيد' من محافظة أسيوط وهو زميل بالجامعة وحزنت جدًا لأنه كان طالب مجتهد وخلوق'.
ويُضيف الطالب العائد من السودان، أنه ظل على تواصل مع زملائه عن طريق تطبيقات التواصل الاجتماعي 'الماسنجر والواتس آب'
وكانوا إلى جانب حالة الرعب والخوف التي يعيشونها، كانت هناك مشكلة غلق المحلات، وعانوا كثيرًا خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان من شراء الإفطار والسحور، وكذلك انقطاع التيار الكهربائي والمياه لأيام متواصلة حتى أنهم كانوا يتناولون المشروبات الغازية (البيبسي) بديلًا عن مياه الشرب.
وتابع 'مصطفى'، أن زملائه مقيمون بشارع 60 وهو شارع رئيسي بالخرطوم والاشتباكات تصل ذروتها هناك، لذا كانوا محاصرين فى الشارع، وهناك اثنين من الأصدقاء خرجوا لشراء الأطعمة تم إطلاق القذائف عليهم داخل السوبر ماركت أحدهما أُصيب بقدميه والآخر لم يصيبه شىء.
واستطرد: عندما تحسنت الأمور إلى حدٍ ما والوضع بدأ تقل صعوبته خرجوا بأتوبيسات من الخرطوم حتى وادى سدنة، ومطار بورسودان، ومن هناك استقلوا طائرات حربية للجيش المصري للعودة لمصر، ولكن بعض الأصدقاء ما زالوا هناك وخاصة أن الطيران المصري يعطى أولوية الرجوع لكبار السن والأطفال والسيدات وخاصة الحوامل، وهناك طلاب آخرين مقيمين بالسكن لا يستطيعون الحركة خوفًا من أن تصيبهم أي قذائف.
وأردف أن مجموعة من الطلبة وصلوا إلى مصر بالطريق البري وعانوا من نقط التفتيش بالطريق، فتذكرة البري من الخرطوم للقاهرة كانت تصل إلى 30 ألف سوداني بمعدل 1500 جنيهًا مصريًا، ولكن تم استغلال الموقف ووصل سعر التذكرة هذه الأيام إلى 300 ألف سوداني، بمعدل 15 جنيهًا مصريًا، وهناك طلبة لم تكن تمتلك هذه المبالغ واضطرت لانتظار الإجلاء بالطيران الحربي المصري.
واختتم 'مصطفى' حديثه لـ'أهل مصر'، قائلًا: 'أتمنى أن يكون هناك قرار عاجل باستكمال الدراسة بجامعات مصر، وأن تكون السفارة هي المسؤولة عن إحضار الأوراق إلكترونيًا من الجامعات السودانية، لأن الجامعات السودانية سوف تستغل ما حدث لرفع قيمة مصاريف سحب الأوراق وهي عبارة عن المحتوى العلمي والتفاصيل.