'عيشت أسعى من أجل تحقيق حلم والدي، وهو أن أكون طبيبا يساعد المرضى، ويراعي ظروفهم المادية، وسعيت من أجل ذلك للتفوق العلمي، وحفظ القرآن الكريم'، هكذا لخّص أحمد أبو زيد محمود، ابن محافظة أسوان، الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الطب، العائد من السودان، أهداف رحلته التعليمية، والتي انتهت بكابوس يكاد يقضي على أحلامه بعد اشتعال حرب السودان الدائرة ليعود إلى أرض وطنه مصر آملاً أن يستكمل رحلته نحو تحقيق حلمه في بلده إلا أن ظروفه المادية عقب عودته تحول دون ذلك.
يروي الطالب 'أحمد' لـ'أهل مصر' تفاصيل رحلة معاناته، قائلًا: 'أنا دفعة 2020، حصلت على 97,07% في الثانوية العامة، وشاء الله أن أذهب لدراسة الطب البشري في السودان، حتى لا أكون حملا ثقيلا على والدي، وقبل الذهاب بـ5 أشهر توفي والدي، ومن بعده جدي، وهما سندي في الحياة، وكانت تلك أكبر صدمة في حياتي، لكنّي صبرت واحتسبت الأجر، وتوكلت على الله من أجل تحقيق حلمي وحلم أبي'.
'أحمد' طالب الطب العائد من السودان
الحصول على منحة بالسودان
وأضاف طالب الطب العائد من السودان: سعيت في أول عام للحصول على منحة أو تخفيض، حتى لا أكون عبئا على والدتي وإخوتي، وقدمت شهادة التفوق وحسن السير والسلوك في الثانوية العامة، وشهادة حفظ القرآن وغيرها من الأوراق التي تساعدني.
وتابع: 'وجدت ردًا من إدارة الجامعة بالترحيب، وأخبروني أنهم سيدرسون الموضوع، ولم تمض فترة طويلة حتى بشروني بالمنحة، التي تلقيتها بدموع الفرح، وتذكرت والدي الذي كان دوما يقول 'لي أريد أن أطمئن عليك عند وصولك السودان'.
أسبوع تحت حصار الصواريخ والتفجيرات
واستكمل 'أحمد': 'مرت الأيام حتى اندلعت الحرب الحالية في السودان، ومر على وجودي هناك أسبوع عانيت فيه من قلة الماء، والكهرباء، ولم أكن أستطيع النوم بسبب أصوات الصواريخ، والتفجيرات، والرصاص الذي كان يخترق النافذة في منزلي، ورغم ذلك كنت أطمئن أهلي بأنني بخير، رغم أني كنت أتوقع أن أموت في أي لحظة هناك'.
وواصل: 'قررت أنا وبعض أصدقائي أن نجازف بالعودة إلى وطننا الغالي مصر، وكنت ضمن المنظمين لعملية إجلاء الطلبة المصريين من جامعة أفريقيا العالمية، والحمد لله وصلنا بسلام، وتم استقبالنا عند عودتنا على الحدود بالترحيب'.
واختتم 'أحمد' بمناشدته الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والمسؤولين المعنيين، بحصوله على منحة لاستكمال دراسته في كلية الطب مراعاة لظروفه المادية حيث بات مستقبله وحلمه مهددًا بالضياع، قائلًا: 'الآن أنا في وطني، وأناشد المسؤولين أن ينظروا لي كابن لهم، وأن يراعوا ظروفي المادية، التي قد تمنعني من استكمال دراستي، فقد تم تقديري في السودان، وحصلت على المنحة، وبلدي أولى بي، وأنا على يقين من أنه سيعوضني ربي خيرًا ففي المحنة تولد المنحة'.