فى ظل لهيب الحرارة، وخاصة ساعات القيلولة، يقود عربته سيرا على قدميه تحت أشعة الشمس الحارقة، ويتجول بها فى شوارع المدينة وقراها، بحثا عن لقمة عيشه، التي جعلته يترك أهله، وبلدته، ومحافظته، من أجل الإعتماد على نفسه.
المواطنين يتناولوا العصير
'أشرب تمر وسلم لله الأمر' بهذه الكلمات الجميلة، وابتسامته البسيطة، يجوب فارس السوهاجي شوارع إسنا جنوب محافظة الأقصر، بعربته، سيرا على قدميه تحت أشعة الشمس الحارقة، ويجذب المواطنين إليه، من أجل أن يأخذوا منه عصائر يرطبوا بها على أجسادهم من حرارة الطقس التي تشهدها البلاد هذه الأيام.
أحد المواطنين
من سوهاج لـ أسيوط فى الكفاح ونجدة المواطنين من الحرارة
ويروي ' فارس السوهاجي' ابن محافظة سوهاج، لـ ' أهل مصر' قصة كفاحه فى بيع العصائر على عربة بشوارع إسنا جنوب محافظة الأقصر، قائلا:' حبيت اعتمد على نفسي من أنا وعندي 13 سنة وخرجت للعمل، علشان الراجل عندنا لازم يعتمد على نفسه، ومينفعش يمد يده لحد ويقوله اديني مصروف حتى لو الحد ده كان أبوه لازم نطلع الشغل علشان نعرف نكون نفسنا، وشغلي متعب بس محدش بياكلها بالساهل، لافتا إلى أنه أتى إلى مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر مع عمه، الذي معه معصره على توك توك، وعلمه الصنعة وجعله يبيع عصائر على عربة صغيرة، من أجل الكسب الحلال.
الشاب
بائع عصير ومبسوط بشغلي وبافتخر بيه
وأوضح ' فارس' أنه يبلغ من العمر 19 سنة، ويبدأ عمله منذ الثامنة صباحا وحتى التاسعة ليلا، أو أكثر إلى أن يخلص كمية العصائر التى معه، يوميا، وأن الهدف من وراء ذلك كله أكل لقمة بالحلال، مشيرا إلى أنه بالرغم من وجود مشقة كبيرة فى عمله هذا لكونه يمشي على قدميه تحت أشعة الشمس طوال ساعات القيلولة، إلا أنه راضي بهذه المهنة، ومبسوط فيها ويفتخر بها، لكونها أحسن من غيرها من الأعمال المحرمة، وبها يستتر وقته .
الشاب فارس
وأضاف الشاب أن من كثرة نداءه بالشوارع ' أشرب تمر ولله الأمر' جعل الأهالى يرددونها وراءه كلما شاهدوه أو شتروا منه، مبينا أن سعر كوب العصير 5 جنيهات، ويبيع الكيس بـ 2 جنيه، حتى لا يحرم الفقير من الترطيب على نفسه، ويساهم فى إدخال البهجة والسرور على قلوب الجميع، حين يرغبون فى شيء يحميهم من حرارة الجو أثناء تَسوقِهم بالمدينة.
الشاب
واختتم الشاب حديثه بتوجيه نصيحة لجميع من هم فى سنه أو أصغر منه أو اكبر، بقوله:' حابب انصح الشباب اللي مبيشتغلوش بإنهم يبحثوا على أى شغل ويعملوا به لازم الواحد يبقى مكافح، ويدور على لقمة عيشه، لإن رزقك مش هياجلك غير لما تسعى إنت عليه.
الشاب المكافح
فارس يتجول بالتمر
الشاب بعربته