طفل بدرجة تاجر.. محمد: «فخور بشغلي علشان بصرف على أهلي»

الطفل محمد
الطفل محمد

رغم طفولته، وصغر سنه، إلا أنه ضرب أروع الأمثلة في الكفاح والتحدي والمثابرة، وتحمل المسئولية، فبدلًا من أن يمرح ويلهو بالشارع، ويقضي إجازته فى اللعب، كبقية أقرانه في عصره هذا، سلك طريقًا شاق ومختلفًا، حيث أنه أخذ يصحوا مبكرًا من نومه كمن هو أكبر منه سنا، وظل يعمل تحت أشعة الشمس الحارقة طوال اليوم من أجل إعالة نفسه وأسرته وتلبية كافة متطلبات شقيقاته التسع بنات، ومساعدة والده في تربية شقيقاته.

الطفل محمد

حكاية الطفل الصغير فى جنوب الأقصر

في وسط الشارع الإسناوي تحديدًا أمام صيدلية كشك بجنوب الأقصر، تجد طفل لم يتعدى الحادية عشر سنة منه عمره، مرتديًا جلباب كالرجال الكبار ويقف على عربته التي يضع عليها الفواكه، وعلى وجهه ابتسامة رضا، وفي عينيه تظهر المشقة وفي نفس الوقت فخر وسعادة بعمله هذا الذي يميزه عن غيره من الأطفال زملاؤه الذين لا يتحملون مسئولية أنفسهم مثله.

التاجر

وحينما التقت 'أهل مصر' بالتاجر الصغير عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك، عرف بنفسه قائلًا:' أنا اسمي محمد حمادة الزين أبو بكر' من نجع الشيخ فضيل بإسنا، جنوب محافظة الأقصر، وأبلغ من العمر إحدى عشر عاما، وأعمل تاجر فاكهة من أجل مساعدة أبي وتجهيز أخواتي البنات التسع، فأخرج لعملي منذ السادسة صباحا وأتوجه إلى الشادر لشراء فاكهة أو خضار واحمله على أكتافى حتى اذهب به إلى وسيلة مواصلات تنقله لي أمام المكان الذي ابيع فيه كي استرزق منها، وأحيانا يحمل عني عمي وليد الأشياء الثقيلة ليساعدني.

التاجر

ولفت المكافح الصغير إلى أنه يعمل بالبيع 17 ساعة يوميا، حيث أنه يخرج من منزله في تمام السادسة صباحًا، ويعود إلى منزلهم في تمام الساعة الحادية عشر مساءً، موضحًا أنه خرج للعمل وهو بن 6 سنوات، عندما وجد أباه يعمل بمفرده وشقيقاته التسع يحتاجوا إلى تجهيزات فقرر أن يخرج من نفسه ويساعد والده في الإنفاق على أسرته.

التاجر محمد

وعبر 'الصغير' عن سعادته بعمله قائلًا:' أنا مبسوط بشغلي ده وحاسس إني افضل من زمايلي اللي بيلعبوا في الشارع لإنهم هما ما اعتمدوش على نفسهم ولسة لحد دلوقتي بياخدوا المصروف من أهاليهم أما أنا فـ أعطي أبوي مصروف مش باخد منه، واللي من سني وبيلعب في الشارع مش أفضل مني علشان أنا بشتغل وبيرنوا عليا فى البيت ويقوللي هاتلنا معاك طلبات، فأنا متحمل مسئولية كبيرة ولما أكبر مش همد يدي لحد هطلع راجل معتمد على نفسه لإني اشتغلت من صغري.

التاجر الصغير

وأضاف 'محمد' أنه في ساعات القيلولة يشعر بالإرهاق لكثرة نزول المياه من جسده من شدة حرارة الطقس، وجلوسه تحتها للبيع، ولكنه يصر على أن يكمل يومه حتى يأتي الليل وينتهي من عمله ثم يعود إلى منزله ومعه طلبات البيت لأسرته، وفور وصوله منزلهم يسرع إلى الحمام من أجل الاستحمام والترطيب على جسده، ثم يغير ملابسه ويتناول العشاء مع أسرته ثم ينام حتى يستيقظ مبكرًا لعمله.

الطفل

واختتم الطفل حديثه بتوجيه نصيحة للشباب الذين ينتظروا مصروفاتهم من أهاليهم بالرغم من كبر سنهم بقوله:'بدل ما تاخد مصروفك من والدك اطلع بره شوفلك شغلانة وأصرف أنت على نفسك وعلى أهلك علشان تشعر بحلاوة الطعام لأن الجنيه لو متعبش عليه عمرك ما هتحس بقيمته ولا هتقدر تكون أسرة ليك في المستقبل.

عم الطفل

التاجر الصغير

المعلم الصغير

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً