يستغيث مزارعو قرية 'فديمين' التابعة لمركز سنورس بمحافظة الفيوم، لإيجاد حلول جذرية لمشاكل مئات الأفدنة من أشجار الليمون المهددة بالخطر وخسارة في إنتاج المحصول لهذا العام بسبب قلة مياه الري واختلاطها بمياه الصرف الصحي ومخلفات مصانع الزيتون التي تلقي بالمواد الضارة في مياه الري.
ورصدت كاميرا 'أهل مصر'، أهم مشاكل المزارعين بالقرية، وهي اختلاط مياه الصرف الصحي بمياة الري إضافة الي إلقاء بعض المصانع إلا غير مرخصة بمخلفاتها وخاصة المواد الكيمياوية في البحر الوحيد الموجود في القرية والذي يروي مئات الأفدنة المزروعة بالليمون.أشجار الليمون تموت عطشا بسبب مياه الصرف الصحي
نقص المياة وورد النيل من أسباب خسارة المحصول
يقول الحاج أحمد اكبر مزارع لأشجار الليمون الأشجار بتموت عطشا بسبب قلة المياة وعدم تطهير المصارف والترع بقرية فيديمين مما يؤثر علي عدم وصول المياة لنهاية الترع والمصارف المائية بالقرية.وأكد أكبر مالك لحدائق الزيتون بقرية فديمين: 'قدمنا عدة شكاوي للمهندس أيمن نضر وكيل وزارة الري بمحافظة الفيوم مطالبين بزيادة كمية المياه في بحر فيديمين وتطهير البحر من ورد النيل والبوص الفارسي والمخلفات لكي تصل المياة الي نهاية الترع والمصارف لري الأراضي الزراعية وخاصة حدائق الليمون لكن كان الرد حاضر طيب دون جدوى او تلبي مطالب المزراعين مما أدى إلى خسائر فادحة وموت كثير من أشجار الليمون'.
اختلاط مياه الصرف الصحي بالري
عدم وجود رقابة علي توزيع السماد
كما قال أحد المزراعين ويُدعى 'عم علي': 'موضوع السماد حدث بلا حرج بيقابلنا صعوبات كبيراً في الحصول علي السماد المدعم لتسميد الأراضي الزراعية من الجمعيات الزراعية والمعاملة السيئه من العاملين أثناء التقديم لطلب الحصول علي الأسمدة او أثناء الصرف لبعض المزارعين مما يجعلنا نتجه الي التسميد بالسماد الطبيعي الا بنحضره من مخلفات الماشية وتجفيفه ثم البدء في تسميد الأشجار'.
وأضاف أنه لا يوجد رقابة علي موظفين الجمعيات الزراعية وخاصة المسئولين عن توزيع الحصص للمزارعين والكل ماشي بالواسطه والمعارف ومن لديه قريب او صديق بيكون حظه من السماء.
تلوث مياه الري
اختلاط الصرف الصحي بالري دمر محصول الليمون
وقال الحاج محمد، من أكبر المزراعين لـ'أهل مصر' إن اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الري أثّر على أشجار الليمون وتسبب في إلحاق خسائر فادحة فضلا عن أن أصحاب مصانع الليمون والطرشي يلقون مخلفاتهم وتسريب المياة الصرف علي الترع وكلها مواد كيميائية واختلاط المياة العذبه بمياة الصرف الزراعي والصحي الغير معالجة لتوفير، وري مزروعاتنا ، لشح المياه العذبة، فيما يتجه البعض إلى استخدام مياه الصرف الصحي غير المعالج إلى تبوير الأراضي، وذلك لبيعها كأرض بناء تدر عليه دخلًا كبيرًا، إلا أن استخدام مياه 'الصرف الصحي' في الري قد يحول الإنتاج الزراعي إلى سموم وقلة المحصول.
تلوث مياه الري في السياق ذاته، يقول المهندس عبدالتواب، المتخصص في أمراض وإصابات الأشجار المثمرة، إن ري بعض الزراعات بمياه الصرف الصحي أو الصرف الزراعي يرجع لعدة أسباب، منها: عدم وصول المياه العذبة إلى تلك الزراعات، حيث تكون غالبًا على أطراف المحافظة لكن الغريب أن قرية فديمين في وسط محافظة الفيوم ومع ذلك لا يصل لها المياة بكفاية لري الأراضي الزراعية، ومن الأسباب أيضا ردم الترع والمساقي وعدم تطهيرها، لهذا يضر صاحب الأرض والحدائق بقرية إلى تبوير الأرض لتحويلها إلى أراضي مباني، لافتًا إلى أن الري بمياه الصرف الصحي والزراعي غير المعالج يؤدي إلى إصابة الإنسان والحيوان بأمراض خطيرة، وذلك لأن النباتات التي تروى بهذه المياه تظل عالقة بها.وطالب 'عبدالتواب'، الجهات التنفيذية بضرورة متابعة الترع والمصارف ومعاقبة الذين يقومون بالقاء المخلفات المصانع والتفتيش علي الرخص اذا وجدة والشروطات البيئيه مشددًا على ضرورة سن قوانين تجرم ذلك، فمن الممكن أن تروى الزراعات بالصرف الصحي أو الزراعي، ولكن بعد معالجتها لضمان صلاحيتها للري.
حقول الليمون
أمراض تصيب الإنسان بسبب ري الأشجار بمياه الصرف الصحي
من جانبه أكد المهندس علاء شيلابي، نقيب الزراعيين بمحافظة الفيوم، أن هناك بعض المنازل لم يتم وضعها على منظومة الصرف الصحي، وتقع هذه المنازل على أطراف القرية والعزب المجاورة لقرية فديمين، والتي يتم صب الصرف الصحي لها أمام طلمبات نمرة 2 مختلطة بها مياه الصرف الحقلي، وتقوم بالصرف في مياه البحر أو الترع التي يتم ري المحاصيل منها، لافتًا إلى أن 'بحر فديمين' ناتج عن مياه الصرف الحقلي ومياة الصرف الصحي، لذلك نطالب المسئولين بمعالجة مياه الصرف الحقلي 'الزراعي' بدلا من صرفها في مياه البحر وعمل لجنة متخصصة من المحافظة بالتعاون مع شركة مياة الشرب والصرف الصحى لتحديد المنازل التي تصب الصرف الصحي بالبحر وتوثر علي صحة الإنسان والمزروعات.
ولفت إلى عدة محاذير صحية من استعمال مياه الصرف الصحي في الري او اختلاطه بدون قصد اوبدون معالجة، فالنتروجين الذائب يتأكسد إلى نترات، ويسبب أمراضًا للإنسان وتختزنه بعض النباتات في أنسجتها بنسبة عالية مثل (البنجر- الجزر- الكرنب- الفجل- الكرفس- الخس- السبانخ- الخيار – الفاصوليا)، مما يفقدها الطعم وتغير لونها ورائحتها، وتنتقل النترات عبر السلاسل الغذائية للإنسان فتسبب فقر دم عند الأطفال وسرطان البلعوم والمثانة عند الكبار، أما العناصر الثقيلة ( مثل النيكل – الكوبالت- الزئبق – الرصاص- الكادميوم)، فلها تأثير صحي سلبي علي المخ والأعصاب والكلي واللثة والأسنان، مضيفة أنها تسبب أيضا أمراض الدم و القلب الأورام.
حقول الليمون
حقول الليمون
حقول الليمون