«أصبحت أصوات القصف، وطلقات الرصاص من المشاهد المعتادة التي ننام ونستيقظ عليها، بل وصل الأمر إلى أننا ننام بجوار بعضنا، وكلنا يقين بأننا شهداء في أي لحظة، وإن عاش منا أحد يبلغ الآخرين كم عدد الشهداء»، هكذا بدأت تروي «رولا عرار» لـ«أهل مصر» تفاصيل قصتها، وهي فتاة فلسطينية جاءت لقضاء شهر العسل مع زوجها «وحيد عبد الله» في محافظة بورسعيد، فتحول شهر العسل لكابوس بعدما علمت باستشهاد طفلين شقيقين وإصابة 6 آخرين في حالة حرجة من أفراد عائلتها عقب استهدافهم من قِبل الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
تقول «رولا» في بثٍ مباشر لـ«أهل مصر» عبر «الفيسبوك»: «استيقظت بالأمس على خبر أفزعني، وحوّل فرحتي إلى كابوس، وهو استشهاد طفلين شقيقين من أبناء عمي (محمد وسعيد) لم تتجاوز أعمارهما الـ 10 سنوات».
محمد وسعيد شقيقان استشهدوا في غزة
استشهاد طفلين شقيقين في غزة
وأضافت العروس الفلسطينية: «عندما استيقظت وقبل تناول الإفطار أردت أن أتعرف على آخر الأخبار، وما يحدث في موطني فلسطين، وبمجرد أن فتحت صفحتي الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وجدت سرادق عزاء نصب على جميع صفحات عائلتي، والجميع يكتب التعازي بحزن على الطفلين الشقيقين أبناء عمي (محمد وسعيد)، لم أتمالك نفسي من الصدمة لأنني أعلم معاناة الأسرة».
وتابعت «رولا»: هذان الطفلان لهما شقيقتين وهما الصبيان الوحيدان للأم وتدعى «سوزان عرار» 40 عاما، والأب «عبد الله عرار» وتم أسر الأب، ثم نُفي من قِبل قوات الاحتلال إلى غزة، فسافرت الأسرة مع الأب، وعاشوا في رام الله في الضفة الغربية، وبالأمس تم استهداف منزلهم بعد مغادرة الأب مباشرة، فمات الطفلين ونقل 6 أفراد من العائلة إلى المستشفى وحالتهم حرجة، ومن بينهما شقيقة الطفلين، وطالبت والدتهم من الجميع الدعاء لابنتها بعد أن فقدت الصغيرين.
الطفلين الشهيدين في غزة
وقال وحيد عبد الله، زوج العروس «رولا»: «للأسف فرحتنا بشهر العسل تحولت إلى حزن على أولاد عمنا فالموت يحاصر الجميع، ولم يعد لدينا أمل في الأمن والأمان بموطنّا، فأنا أعمل في بريطانيا وتزوجت وجئت لقضاء شهر العسل في مدينة بورسعيد لأنها تتمتع بالهدوء، ومع ذلك بالنا مشغول دائما على الأقارب والجيران والأصدقاء كل يوم بل كل لحظة تمر نفقد عزيز وغالي لدينا، حتى الأطفال يتم استهدافهم».
وأضاف «وحيد»: «كنا نأمل أن يعوض هذين الطفلين والدتهما خيرًا بعد نفي والدهما، واعتقال عمهما، فأطفال فلسطين رجال، تعودوا على الاستبسال من أجل الوطن لأنهم ولدوا وسط الأهوال، مختتما: «أخشى على زوجتي من العودة إلى فلسطين بعد سفري إلى بريطانيا خلال أيام ولذا سوف تقيم عند أقاربنا في الأردن، ويوميا نتواصل مع العائلة لنعرف منهم من بخير ومن أستشهد».