اشتهرت قرية العجميين التابعة لمركز أبشواي بمحافظة الفيوم، بالأعمال اليدوية في صناعة البوص والخزف وجريد النخيل، وخاصة الحصيرة البوص وجميع أنواع المنتجات الحرفية والمهنية الأخرى.
ورصدت كاميرا أهل مصر ورشة صغيرة يعمل به رجل مسن، في صناعة الحصيرة البوص، حيث تعرفنا منه، عبر حوار مطول، على أسرار هذه الصناعة الإبداعية.
أشهر صنايعي للحصيرة البوص بالفيوم
أشهر صانعي للحصيرة البوص بالفيوم
وقال أشهر صانعي الحصيرة البوص، المشهور باسم الحاج حسن، ويبلغ من العمر 70 عاما: 'أعمل بهذه المهنة منذ 60 عاما، حيث تعلمها من جدي ثم تعلمت الإبداع من والدي، وبعدها بدأت في تطوير هذه الصنعة'.
وأضاف: 'عندما أصبحت شابا تم توظيفي في إحدى المصالح الحكومية، وكنت أخرج من العمل إلى الورشة لمساعدة والدي، بسبب الإقبال الكبير على حصيرة البوص وقتها، واستطعت من هذه المهنة أن أدخر تكاليف زواجي، حتى جاء التطوير التكنولوجي في مهنة الحصيرة، واخترعت الحصيرة البلاسيتكية الملونة والمزخرفة'.
أشهر صنايعي للحصيرة البوص بالفيوم
تطوير المهنة واختراع منتج تمرحنة
وتابع الحاج حسن: 'المهنة بدأت في الانقراض، لكننا بدأنا نطور أنفسنا، فأضفنا رسومات مزخرفة، لمحاكاة الحصيرة البلاسيتك، لذا عاد الإقبال على الشراء منا مرة أخرى، وأصبح العملاء يأتون إلينا من كل محافظات الجمهورية، وحتى القرى السياحية والفنادق والكافيهات وخاصة في الساحل الشمالي والغردقة وشرم الشيخ، تشتري منتجنا'.
أشهر صنايعي للحصيرة البوص بالفيوم
أشهر قرية في الأعمال الحرفية واليدوية
واشتهرت قرية العجميين بصناعة الحصير، حيث تتطلب هذه الصناعة جهدا ومهارة فائقة، وتختلف تسميات الحصير من مكان لآخر، فقد يطلق عليه كثيرون 'الحصير' فيما يسميه آخرون بـ'البساط' لكنه في النهاية صناعة يدوية حرفية تنتقل من جيل إلى آخر بالتوارث والتعلم بالاحتكاك والملاحظة والتدريب العملي وليس النظري.
أشهر صنايعي للحصيرة البوص بالفيوم
كيفية صناعة الحصيرة البوص
ويصنع الحصير البلدي من حشائش البوص “الغاب” الموجود في المصارف الزراعية، وكان الحصير يصنع قديما بشكل يدوي من حشائش الحلفا التي تنمو طبيعيا دون زراعة و البوص ذات اللون البيج الفاتح، أما الخيوط التي تربطه فقد صنعت من ألياف الكتان، وبيتم شراؤه من منطقة الحسين بالقاهرة
أسرار مهنة حصيرة البوص
يبدأ صانعي الحصر في الصناعة فور قطع الحشائش وهي خضراء حتي يتمكن من ثنيها يمينا وشمالا دون أن تتكسر، كما كان يستخدمون الحبل الليف وكان يسمي'السدة'، وكان طول الحصير من متر وحتي 8 أمتار، حيث كانت تدر على صانعها اموال كثيرة من صناعتها وبيعها حيث كان يكثر عليها الطلب صيفا وشتاء.
أدوات تصنيع الحصيرة اليدوي
وتتكون أدوات صناعة الحصير من 'العدة' والتي تتكون من مشط وخوابير والسدة والقرن والذي كان يستخدم في شد الحصير بعد جفافة لتناسق طول الحصير في الشكل.
صناعة فرعونية
وأكد عم حسن أن هذه الحصر وجدت فى المقابر المصرية القديمة، حيث نقشت على جدران مقبرة (ببتى حست) التى يرجع تاريخها إلى الأسرة الثانية عشر، والمواد الأساسية التي استعملت فى صنع الحصر القديمة، تشمل: «البوص والسمار وبعض الحصر مصنوعة من الحشائش».
مكسب الصنايعي اليومي
وأشار صانعي الحصيرة إلى أنه يصنع 3 إلى 5 حصائر في اليوم، والحصيرة الواحدة تستغرق من ساعة إلى ساعتين، ويحصل في مقابل الحصيرة الكبيرة 15 جنيها مكسبا، وقد تصل أدنى حصيلة له 10 جنيهات، في عدد الحصير اليومي بمقدار من 60 جنيها إلى 75 جنيها، كمكسب يومي.
وقال عم حسن: 'منذ طلوعي على المعاش وأصبحت متفرغا للورشة، وهشتغل طول ما الجسم مش تعبان، الحمد لله كل شيء'.