ما زالت عادات وتقاليد واحة سيوة لها طبيعة ممتدة لا سيما في شهر رمضان الكريم، فهناك طقوسا تميز الواحة في الشهر الكريم في الأكلات واستطلاع هلال رمضان قبل دخول الكهرباء ووصول الطرق، لإبلاغ أهل النجوع الصحراوية بقدوم الشهر المبارك، في زمن الفطرة وعيون الماء الطبيعية، والنخيل والزيتون، الذين تمتلئ حياتهم بخصوصية يمتازون بها دون غيرهم، فأهالي سيوة يتعاملون مع شهر رمضان بإجلال وورعة ويمتنعون عن اللهو والموسيقى، فتمتنع المرأة السيوية من خروج المنزل إلا في حالة العزائم عند الأقارب والجيران نظرا إلى طبيعتهم المتدينة والطيبة في واحة سيوة.
واحة سيوة
طقوس سيوة في رمضان
ويروي محمد جيري لـــ 'أهل مصر' من واحة سيوة، أنه يوجد طريقتين دينيتين في سيوة، هما أقرب للتصوف 'الطريقة السنوسية' و'الطريقة المدنية'، وهاتين الطريقتين أسهما في لم الشمل بين أهل سيوة الشرقيين والغربيين وقضت على النزاعات والخلافات بينهم، مضيفا أن هذين الطريقتين التي يعتمد عليهما أهل واحة سيوة في كثير من الذكر وتلاوة القرآن والتراحم بين الأهالي، وتعد استقبال أهالي سيوة لشهر رمضان فيما يشبه استقبال الضيف العزيز.
وأكمل محمد جيري، أن طقوس شهر رمضان بسيوة منها تنظيف النساء والأطفال الساحات حول المنازل وقطع بعض عراجين البلح، وتعليقها على أبواب المنازل ابتهاجاً بقرب الشهر الكريم، ويهدي أهالى سيوة المغتربين المقيمين في الواحة البلح والطعام، ورغم أن نساء سيوة جميعهن منقبات بطبيعتهن، إلا أنهن يمتنعن تماماً عن الخروج طوال شهر رمضان.
واحة سيوة
شخص حاد البصر
وأشار الي اعتماد واحة سيوة على رؤية هلال شهر رمضان قديما لشخص حاد البصر يتمركز عند أعلى نقطة في جبل 'شالي' ومعه طبلة كبيرة لمراقبة طرق الواحة وقرع الطبل وتنبيه الناس في حالة رؤيته لدخيل أو غزاة للواحة، وكان من ضمن مهامه أيضاً استطلاع الهلال من مكانه المرتفع حيث توضع بجواره 'قصعة' كبيرة بها ماء لتكون بمثابة مرآة عاكسة، وعندما يشاهد الهلال منعكساً على سطح الماء، يقرع الطبل بطريقة معينة، معلناً عن رؤية الهلال وإطلاق أعيرة نارية.
واحة سيوة
الملوخية السيوى
ومن أهم الأكلات الملوخية السيوي والأرز بأصنافه والمكرونة واللحوم، ويفطر أهالي سيوة على التمر والرايب أو الزبادي، ثم يذهبون إلى صلاة المغرب في المسجد حيث يحرص الجميع على صلاة المغرب جماعة، ثم وجبات الإفطار.
فسيوة من المجتمعات التي عرفت المسحراتي منذ القدم، حيث كان يطوف الشخص وهو على ظهر حماره على منازل الواحة المتفرقة وإيقاظ أهلها لتناول السحور وما زالت هذه العادة موجودة حتى الآن.
ووضح أن من مميزات شهر رمضان بواحة سيوة كل عام هو تكفل مجموعة من أبناء سيوة بالمرور على المنازل، وجمع الطعام، والسلع الغذائية والنقود ثم إعادة توزيعها على بيوت الواحة، وأصبح هذا التقليد عرفاً منذ القدم ولا يسبب حرجاً للفقراء، حيث يعطون ويأخذون وبهذا الأسلوب تتشابه موائد سيوة في هذا الشهر الكريم.
واحة سيوة
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
