حققت قواتنا المسلحة المصرية عام 1973م، نصرًا عظيمًا على قوات العدو الإسرائيلي، لا يزال العالم بأسره يدرسه حتى يومنا هذا، رغم مرور عقود طويلة عليه.
ورغم مرور كل تلك السنوات على هذا النصر العظيم، الذي حققه أبطال قواتنا المسلحة المصرية، في العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر، إلا أنه مازالت هناك قصص وحكايات لم ترو بعد.
رمضان أبو قتب، أحد أبطال حرب أكتوبر
دور سلاح المهندسين في حرب أكتوبر
وقال رمضان أبو قتب، من أبناء قرية محلة دياي التابعة لمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، وأحد أبطال حرب أكتوبر المجيد، إنه كان أحد أفراد الكتيبة 56 الفرقة الرابعة المدرعة بالجيش الثالث الميداني بسلاح المهندسين وقت حرب أكتوبر، وأوضح أن دور سلاح المهندسين وقت الحرب كان زرع الألغام في طريق قوات العدو، بالإضافة إلى رفعها من طريق قواتنا أو تأمين أماكن معينة.رمضان أبو قتب، أحد أبطال حرب أكتوبر
لم يتم إبلاغنا بشأن الحرب
وتابع بطل أكتوبر في حديثه الخاص ل'أهل مصر' أن القائد طلب منهم يوم الخامس من أكتوبر عام 1973 أن يستعدوا للتحرك فقط، ولم يتم إبلاغهم بشأن الحرب، ويضيف بالقول:
'يوم السادس من أكتوبر طلب منا أن نخرج من الملاجيء وأن نلجأ للخنادق حوالي الساعة الواحدة، والجلوس فيها لمشاهدة الطائرات المقاتلة وهي تعبر لضرب مواقع العدو في سيناء، والتي تخطى عددها 2200 طائرة مقاتلة'.
رمضان أبو قتب، أحد أبطال حرب أكتوبر
رفع العلم المصري
ويكمل: «شعرنا بفرحة كبيرة بعد نجاح الضربة الجوية، وعبرت بعدها قواتنا المصرية، وتم رفع العلم المصري في الساعة 2:37 ظهرًا، وهذا وقت قياسي يدل على شجاعة قواتنا المصرية'.
ويتابع: لقد رأيت بعيني أجنحة غمام أبيض في السماء وسط الطائرات فذكرني ذلك بمعركة بدر التي اشتركت فيها الملائكة مع المسلمين في الحرب'.
نجاة من الموت المحقق
وأردف: «نجوت من موت محقق في الحرب، حيث وضعت سيارتي في ملجأ تحت الأرض والتي كان بها ما يقرب من ال100 لغم، وكان فوقها شبكة بأمر من القائد، وأثناء تواجدي على بعد أمتار منها سمعت صوت رصاصة من طائرة إسرائيلية سقطت فوق كابينة السيارة واخترقتها».
مواقف لا تنسى
وأكمل: «من المواقف التي لا أستطيع نسيانها هي استشهاد أحد زملائي وقت حرب الاستنزاف أثناء التدريب على زراعة ورفع الألغام، إذ صدرت الأوامر بترك العمل والتوجه لتناول الغداء، وأثناء ذلك وضع زميلنا قدمه بالخطأ على اللغم فانفجر به واستشهد، وشعرنا بالحزن الشديد وقتها، ويضيف بالقول:
كان لي زميلًا تم أسره من قبل قوات العدو الإسرائيلي، وكنت أظنه قد استشهد، ولكنه عاد بعدها وكان مريضًا إثر المعاملة السيئة التي تلقاها من قوات العدو».
احتفال حافل بعد النصر
وأشار إلى أن أسرته كانت تظن أنه قُتل في الحرب، حيث لم يتواصلوا مع أسرهم إلا بعد مرور 45 يومًا من المعركة، وذلك بعد أن سمح لهم القائد بالسفر على دفعات، وتزامن الأمر وقتها مع عيد الفطر، واستقبلهم الأهالي وقتها بالزغاريد والشربات والكعك والبسكويت والشوكولاتة، مؤكدًا على أن نصر أكتوبر كان نصرًا عظيمًا في تاريخ مصر والأمة العربية بأسرها.