لا يزال بدو مطروح يحتفظون بهوية وعادات وتقاليد المجتمع البدوي المطروحي، وطقوسه في شهر رمضان له طابع خاص وطقوس مميزة تبدأ تلك الطقوس باستطلاع البدو بأنفسهم هلال رمضان، بخروج مجموعة منهم ممن يحظون بثقة الأهالي، ويمتازون بحدة البصر، متوجهين إلى أعلى مكان بالنجع أو القرية، لاستطلاع هلال شهر رمضان، وما إن تظهر إشارته حتى يوقدوا شعلة كبيرة بنفس المكان حتى يراها الأهالي معلنين بذلك ثبوت هلال الشهر الكريم بالإضافة إلى عادات السيدات بعد الإعلان عن حلول شهر رمضان.
محافظة مطروح
جمع الحصى
يقول أشرف عبد العزيز لــ 'أهل مصر' من أهالي مطروح أن شهر رمضان له خصوصية تميزه تختلف عن المحافظات الحدودية الأخرى، وأن السيدات بعد الإعلان عن حلول شهر رمضان تجمع 30 حصى أو طوب حجمه صغيرا وتضع الحصى بالمنزل وكلما ينقض يوم تزل أحدا الحصى حتى انتهاء الشهر بالكامل، بالإضافة إلى إقامة الولائم والعزائم طوال الشهر سواء كانت بين الأسر.ويضيف عبد العزيز أن الاستعداد للشهر الكريم له استعدادا ديني أكثر منه استعداد للطعام، حيث ينتظر الأهالي هذا الشهر بالتدخل لإنهاء الخصومات ما بين بعض الأفراد أو القبائل، وأن خلال رمضان تفتح المرابيع لاستقبال الزوار وعابري السبيل، وتقام المقاعد والخيام الصغيرة للإفطار الجماعي.
محافظة مطروح
إشعال النيران
وأوضح أنه يتم التجمع في أول أيام شهر رمضان عند عمدة القبيلة أو كبير العائلة ويتناول الجميع الإفطار سويا، موضحا أن من أبرز عادات وتقاليد أبناء البادية طول أيام شهر رمضان الكريم، إشعال النيران والمواقد المتوهجة قبل الإفطار حتى يقبل عليها السائرون في الصحراء، ثم تستخدم فيما بعد لإعداد الشاي الزردة، الذي تشتهر به المحافظة.
وتظهر في الشهر الكريم رمضان العديد من الألعاب الشعبية للأطفال والتي كانت تسبق ظهور التليفون والوسائل الحديثة مثل لعبه تسمى عند البدو 'الحيد بودي'، وهناك لعبة 'التيك تراك' وغيرها من الألعاب الأخرى.
محافظة مطروح
السهرات الرمضانية
وأكد ابن مطروح أن هناك بعض العادات من التكافل ما بين الأسر البدوية حيث تقوم السيدات بإهداء جيرانها نوع الأكل التي تقوم بطبخه وتقوم الجيران الأخرى برد هذه الوجبات بوجبة أخرى تكون صنعتها في منزلها ولذلك في أثناء الإفطار قد يصل كمية الطعام لست أصنافا وذلك بعد تعدد الأطباق من الجيران، مؤكدا أن عقب صلاة التراويح، تبدأ السهرات الرمضانية بنفس المقاعد ومجالس العائلات، حيث الشاي الزردة والقهوة، يصاحبها الأغاني البدوية القديمة، بينما يتلو بعضها الآخر القرآن، فيما يقوم آخرون بمناقشة بعض الأمور التي تخص القبائل والموضوعات العامة، حتى يحين موعد السحور.