اعلان

الريس غريب.. من صيد الأسماك على شاطىء بورسعيد لشغل الـ«هاندميد» بالقواقع

الريس غريب صياد بورسعيدى يبدع فى شغل الهاند ميد
الريس غريب صياد بورسعيدى يبدع فى شغل الهاند ميد

عندما تكون الأمواج مرتفعة، ويعلن البحر عن غضبه، ينذر الصيادين بألا يلقوا بشباكهم في مياه البحر، فأجلس على الشاطىء أمارس هواية صنع المشغولات اليدوية من الأصداف، والقواقع البحرية، لصنع تحفة فنية من الطبيعة الساحيلية.

هكذا بدأ يروي الريس غريب البصراطي الصياد البورسعيدي وأقدم صانع لشباك الصيد على الشاطىء، صاحب الـ 65 عامًا حديثه لـ«أهل مصر» عن عمله بخياطة غزل الصيادين على شاطئ بورسعيد ومدى ارتباطه بالبحر.

الريس غريب أقدم صانع لشباك الصيد ببورسعيد الريس غريب أقدم صانع لشباك الصيد ببورسعيد

صنع الحلية من القواقع و الأصداف البحرية

قال الريس غريب، نتابع حالة الطقس باستمرار حتى نتعرف منها على مدى نزولنا المياه للصيد، والطقس خلال هذه الأيام غير مستقر، لذا فالشباك ومراكب الصيد موجودة على الشاطىء، وقررت أن أشغل وقت فراغي بالمشغولات اليدوية 'الهاند ميد' واستعملت القواقع، والأصداف البحرية التي قمت بتجميعها من الشعب المجانية بالبحر الأحمر في عمل أطقم حلية، حيث أقوم بتجميع القواقع ويكون بداخلها لحم، أفرغها، وأضعها في الكلور، وأسكب عليها برفان، ثم أقوم بثقبها، وأضيف عليها الخرز الذي يكون بنفس لون القوقع.

الريس غريب أقدم صانع لشباك الصيد ببورسعيد الريس غريب أقدم صانع لشباك الصيد ببورسعيد

الشبيكة من 5 عيون للحسد

وأضاف الريس غريب، كما أقوم بصنع 'الشبيكة' وهي عبارة عن خيط حرير أقوم بنسجه إلى 5 عيون، وأضع فيها ٣ قطع من الرصاص، وهي تستخدم للوقاية من الحسد، يضعها الشخص على جسده، ثم يرتدي ملابسه فوقها، ويطلبها مني الناس بصورة كبيرة فالحسد مذكور في القرآن.

الريس غريب أقدم صانع لشباك الصيد ببورسعيد الريس غريب أقدم صانع لشباك الصيد ببورسعيد

الريس غريب أقدم صانع لشباك الصيد ببورسعيد: «البحر حياتنا اللي بنحلف بيه»

وتابع: مهنتي مثل مهنة الترزي تمامًا، فهي تحتاج إلى صبر وقوة ملاحظة، وارتباطي بالبحر مثل ارتباطي بأولادي، فهو بالنسبة لي حياة، ونطلق على البحر لقب الملك الطاهر.

وقال الريس غريب: 'البحر هو الصديق الوفي رغم وصف الكثيرين له بأنه غدار، مجرد أن أرى مياه البحر ألقى فيه بهمومي لدرجة أن القسم المفضل لنا كصيادين هو (وحياة الملك الطاهر) والمقصود البحر، فهو مصدر الرزق ومصدر الحياة'.

الصيد في اليونان

وأضاف الريس غريب: عملت بالصيد منذ كان عمري 16 عاما، وقتها كنت طالبًا، ونزلت مع والدي للعمل في وقت فراغي لكن تطور الأمر وأصبح الصيد هو مهنتي، تزوجت من فتاة بورسعيدية، وانتقلت من محافظة السويس إلى  بورسعيد، وسافرت إلى اليونان، عملت في جميع جزر اليونان، والصيد هناك لا يحتاج إلى مجهود بدني، لأنني عملت على أسطول صيد كبير، فيه أدوات صيد حديثة.

خيط الغزل حرير

وتابع الصياد البورسعيدي: بعد عودتي من اليونان عملت صيادًا ببحر  بورسعيد، وعندما كبرت في السن وأصبحت لا أستطيع بذل مجهود في الصيد، قمت بخياطة غزل الصيادين، أترقب خروجها من المياه، أقوم بفحصها جيدًا، ثم أحدد أماكن القطع، وأقوم بخياطتها بالألوان التي تناسبها، خيط الغزل من الحرير والإبرة من البلاستيك، والألوان المستخدمة حسب لون الغزل.

ألف متر في البحر

واختتم الريس غريب حديث قائلا: مهنة خياطة الغزل تحتاج إلى صبر لأنني أعيد الشباك إلى طبيعتها بعد أن تقطع نتيجة اصطدامها بالصخور نتيجة وجودها على بعد ألف متر داخل المياه، أو تقوم سمكة الأرنب بقرض الشباك، والحمد لله أجلس بأدوات الخياطة على الشاطئ وأعيد الشيء لأصله، كل ما أطلبه من الله هو الستر والصحة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً