عربة صغيرة مزينة بأضواء مبهجة تقف على جانب الطريق، ما أن تلمحها بعينيك وتقترب منها حتى تشم أنفك رائحة قهوة منعشة تلوح في الأفق، صُنعت بكل الحب بأيدي شقيقتين تحت أنظار والدتهما التي تجلس معهما بجوار العربة حارسة لابنتيها.
«فولكس» عربة قهوة
«سماح، وأمل» وإلى جانبهما والدتهما قصة كفاح نسوية بامتياز، بدأت منذ 4 أعوام تقريبًا بشراء عربة فوليكس وتحويلها لعربة لبيع القهوة والمشروبات الساخنة، صممتها إحدى الشقيقتين، وأصبحن يقدمّن من خلالها مشروبات من صنع أيديهن من البداية للنهاية، آملين أن يمتلكن يومًا ما اسمًا تجاريًا لمنتجهن.
أمل وسماح عبد الله صاحبتا عربة لبيع القهوة
كفاح شقيقتان ووالدتهما في بيع القهوة بكفر الشيخ
قالت سماح عبد الله، صاحب عربة بيع قهوة في كفر الشيخ، أن فكرة العربة خطرت ببالها منذ 6 سنوات تقريبًا، وقاموا بشراء سيارة وحولوها لعربة لبيع القهوة والمشروبات الساخنة، حيث استغرق الأمر عامين كاملين حتى أصبحت العربة جاهزة.
أمل وسماح عبد الله، صاحبتا عربة لبيع القهوة
وأضافت سماح في حديث خاص ل'أهل مصر' أنها من قامت بعمل الإضاءة وتصميم السيارة، إذ قامت بتصميم السيارة بشكل مناسب للبيئة لاحتوائها على صرف داخلي وغيره من الإمكانيات الأخرى.
أمل وسماح عبد الله، صاحبتا عربة لبيع القهوة
اختراعات في أطعمة القهوة
وأكملت: «نصنع مشروبات ساخنة بأطعمة مختلفة، ونحن من نصنع البن بأطعمته المتنوعة في المنزل، حيث نصنع قهوة فرنساوي، قهوة بالبندق، قهوة سوداني، وغيره، ونحلم أن يتوسع المشروع أكثر مستقبلًا، وأن نمتلك براند خاص بنا خاصة وأننا لا نبيع القهوة فقط، بل نصنع أطعمتها بأنفسنا».رسائل للزبائن على القهوة
وأردفت: نكتب رسائل على القهوة؛ لنُشعر الزبون بأنه مميزًا، فعلى سبيل المثال إذا علمنا أن زبون اقترب حفل زفافه نكتب له كلمات تهنئة على القهوة، أو نكتب عبارات للصلح بين شاب وخطيبته إذا كانا متخاصمين، وغير ذلك.
أمل وسماح عبد الله، صاحبتا عربة لبيع القهوة
وتقول: طوال ال4 سنوات الماضية كانت أسعارنا ثابتة، ولكن رفعنا الأسعار منذ قرابة الشهرين؛ نظرًا لارتفاع سعر الخامات، ولقد شجع مشروعنا هذا الكثير من الشباب على افتتاح عربة لبيع المشروبات الساخنة هم الأخرين، ولقد بدأنا هذا المشروع في الأساس لمساعدة ابني، وهو يساعدنا من وقت لآخر في وقت فراغه؛ لأنه طالب في الجامعة.
حب كبير لمجال القهوة
وتقول أمل عبد الله، شقيقتها، ل'أهل مصر' أن أختها هي من اقترحت عمل هذا المشروع كما أنها حصلت على كورسات متعلقة بالمجال، ولقد رحبت هي الأخرى بالفكرة كثيرًا، مشيرة إلى أنها تتخصص في صناعة القهوة على الرمالة، فيما تصنع شقيقتها باقي المشروبات.
وأوضحت أن تحويل السيارة لعربة قهوة كان الأمر الأصعب بالنسبة لهم، كما أنهم يحتاجون ساعتين يوميًا لتجهيز العربة للعمل ونفس الأمر بعد الانتهاء، مؤكدة أن الهدف الأساسي من هذا المشروع هو مساعدتهم في المعيشة.
واستطردت: أهم المشروبات التي نتميز بها هي: الكابتشينو، القهوة على الرمالة، القهوة البندق، ونعمل من المغرب وحتى الساعة الثالثة ليلًا، ونخترع أطعمة دومًا، ونجربها أولًا في المنزل، وأمي تجلس معنا دومًا لحمايتنا، بل وتبدي تعليقاتها دومًا إذا لاحظت شيئًا ما؛ لحرصها على أن يكون المنتج دائمًا في أفضل صورة.
الأم حارس لابنتيها
وقالت والدة أمل وسماح عبد الله، أنها تجلس دومًا مع ابنتيها لحمايتهما أثناء العمل، حيث اقترحا عمل هذا المشروع منذ عدة سنوات وأيدت الفكرة بدورها، 'أهم حاجة أشوفهم مبسوطين، الشغل مش عيب، وأنا فخورة بهم'، وتابعت: كنا أول من أقام هذا المشروع، وتشجع الكثيرون بعدنا وافتتحوا عربة لبيع القهوة والمشروبات الساخنة مثلنا، والعمل ليس عيبًا مادام عملًا شريفًا.
أمل وسماح عبد الله، صاحبتا عربة لبيع القهوة
أمل وسماح عبد الله، صاحبتا عربة لبيع القهوة
أمل وسماح عبد الله، صاحبتا عربة لبيع القهوة
أمل وسماح عبد الله، صاحبتا عربة لبيع القهوة
أمل وسماح عبد الله، صاحبتا عربة لبيع القهوة
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
