اعلان

عالم أزهري يوضح فضل الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة وكيفية اغتنامها

الدكتور صفوت عمارة، عالم أزهري
الدكتور صفوت عمارة، عالم أزهري

تعد الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة من أعظم أيام العام، والتي يستحب فيها القيام بالأعمال الصالحة بكافة صورها؛ لعِظم ثواب تلك الأعمال خلال هذه الأيام، إذ يتسابق المسلمون لاستغلال العشر الأوائل من ذي الحجة بالشكل الأمثل.

وفي هذا الصدد قال الدكتور صفوت محمد عمارة، أحد علماء الأزهر الشريف، إنَّ العشر الأوائل من ذي الحجة هي أفضل أيام الله سبحانه وتعالى، والسعيد من اغتنمها، متابعًا: من المعلوم أنّ اللَّه- عز وجل- إذا أقسم بشيء دلّ على عظمة مكانته وفضله الكبير، فالعظيم لا يقسم إلا بالعظيم، إذ أقسم الله تعالى بتلك الأيام في كتابه العزيز في قوله تعالى: 'والفجر وليالٍ عشر'.

الدكتور صفوت عمارة، عالم أزهري الدكتور صفوت عمارة، عالم أزهري

عالم أزهري يوضح فضل الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة وكيفية اغتنامها

وأضاف «عمارة»، في تصريح خاص لـ'أهل مصر' أن الرسول (ص) بيَّن لنا فضل العشر الأوائل من ذي الحجة عن غيرها من أيام العام، كما ورد في حديث عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما، قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «ما العملُ في أيامٍ أفضل منها في هذه» يعني عشر ذي الحجة، قالوا: ولا الجهادُ؟ قال: «ولا الجهادُ، إلَّا رجلٌ خرج يُخاطرُ بنفسه وماله، فلم يرجِع بشيءٍ» [صحيح البخاري].

وتابع «عمارة» أن جميع الأعمال الصالحة مطلوبةٌ في هذه الأيام، وذكر اللَّهِ مستحب لعموم قوله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الحج: 28]، وأن جمهور العلماء أجمعوا على أن الأيام المعلومات هي العشر الأوائل من ذي الحجة، مؤكدًا أن أفضل الذكر في هذه الأيام هي: التهليل، والتحميد، والتكبير؛ لما ورد في حديث عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «ما من أيامٍ أعظمُ عند اللّه ولا أحبُّ إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل، والتكبير، والتحميد» [رواه أحمد]، وكان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.

وأردف: صيام التسعة أيام الأولى من ذي الحجة مستحب؛ لأنه ثبت عن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، أنه كان يصوم التسع من ذي الحجة؛ فعن بعض أزواج النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قالت: «كان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيامٍ من كل شهر» [أخرجه أبو داود].

وتابع: صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين، كما ورد في صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي اللَّه عنه، قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، عندما سئل عن صيام يوم عرفة قال: «أحتسب على اللَّه أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده»؛ ففيه تكفير سنة سابقة، وسنة لاحقة، وذلك لغير الحاج.

وأضاف «عمارة»، أنَّ يوم عرفة أكثر أيام العتق من النار، فعن عائشة رضي اللَّه عنها، أنّ النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟» [رواه مسلم]، وأفضل الدعاء هو دعاء يوم عرفة؛ فعن طلحة بن عبيد اللَّه أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ».

واختتم حديثه قائلًا: علينا بالحفاظ على الصلاة جماعة في وقتها، وكذلك السنن الرواتب، وقراءة القرآن، والصدقة وبر الوالدين، وغيرها من الأعمال الصالحة،مشيرًا إلى أن أفضل أيام ذي الحجة هو يوم النحر؛ حيث قال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «إنَّ أعظم الأيام عند اللَّه تبارك وتعالى يوم النحر»، وأن الأضحية سنةٌ مؤكدةٌ في حق الموسر، كما قال جمهور الفقهاء فعن عائشة رضي اللّه عنها، أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «ما عملَ آدميٌّ منْ عملٍ يومَ النحرِ، أحبَّ إلى اللهِ منْ إهراقِ الدمِ إنها لتأتي يومَ القيامةِ بقرونِها، وأشعارِها، وأظلافِها، وإنَّ الدمَ ليقعَ من اللهِ بمكانٍ، قبلَ أن يقعَ على الأرضِ، فطيبُوا بها نفسًا» [أخرجه الترمذي].

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً